قال محمد محسن أبو النور، الباحث في العلاقات الدولية، إن "زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا المقررة بين يومي 25 27 من الشهر الجاري تعد أهم زيارة خارجية لرئيس عربي في عام 2015 على الإطلاق". وأوضح "أبو النور" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن تلك الزيارة تستمد أهميتها القصوى من عدة اعتبارات لا يقل أحدها أهمية عن الأخرى، وعلى رأسها إعادة ترتيبات الأمن في إقليم الشرق الأوسط بعد الفراغ الطارئ والناشئ عن تغير السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه توزنات القوى بالإقليم. وأشار الباحث الى أن مصر وروسيا تستهدفان تدشين تحالف على نحو مستحدث لملء فراغ القوة، خاصة في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، مع الإدراك المصري لطبيعة الدور الروسي وحجمه في تعديل وتطوير مجرى مفاوضات الملف النووي الإيراني وتحويلها من قضية أمنية إلى ملف دبلوماسي متكامل الأركان. وتابع: إن "مصر هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي أقامت معها روسيا على مدى الأعوام الماضية مباحثات في صيغة (2 + 2) والقائمة على مباحثات وزيري الخارجية والدفاع في البلدين، وهي أرفع درجة من المباحثات الإستراتيجية الروسية تجريها مع عدد محدود من دول العالم ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى في السياسة الخارجية الروسية". ولفت الباحث الى أن تعدد الزيارات على مستوى القمة في العامين الأخيرين يعكس أمرا جوهريا ورئيسيا في السياسات الدولية وهو التطابق المصري الروسي في وجهات النظر حيال الأمن الإقليمي وتسوية النزاع في سوريا وحرب التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في منطقة بادية الشام. وأكد "أبو النور" أن العلاقات المصرية الروسية ستمثل للولايات المتحدةالأمريكية في علاقاتها بمصر، علاقة عكسية، بمعنى أن أي تقارب مصري روسي هو في الحقيقة خصم فوري من الرصيد الأمريكي لدى القاهرة التي بدونها لا تستطيع واشنطن إقامة الحرب أو إقرار السلام في إقليم الشرق الأوسط. يذكر أن الأيام المقبلة ستشهد زيارات متعددة للرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من الدول من أجل بحث سبل التعاون بين مصر وهذه البلدان في شتى المجالات، وعلى رأس هذه الدول روسيا وهي الزيارة الثالثة، والصين التي يزورها الرئيس للمرة الثانية.