علمت المصريون أن قرار الإطاحة بصفوت الشريف من منصبه كأمين عام للحزب الوطني الحاكم قد تم إلغاؤه في اللحظات الأخيرة وقبل ساعات من صدور قرارات التغيير التي وقعت في عشرات المناصب القيادية في الحزب الحاكم . ونقلت مصادر سياسية مقربة من الحزب الحاكم أن قرار تأجيل إقالة الشريف إلى المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في سبتمبر القادم قد جاء بعد أن نقلت تقارير سيادية للنظام أن تكليف جمال مبارك بمنصب الأمين العام في هذا التوقيت ستكون له ردود فعل عكسية وسيتناقض مع التصريحات التي أطلقها أمين السياسات في حواره مع روز اليوسف من أنه لا يتطلع لمنصب الرئاسة وأنه مستاء جدا من تكرار الحديث عن توريث السلطة في مصر .. فيما لم تستبعد المصادر إمكانية أن يكلف المؤتمر العام القادم جمال مبارك بخلافة الشريف خصوصا أن هناك وقت لتلميع مبار الابن في الشارع السياسي حتى تتمكن القواعد الشعبية القبول بهذا الأمر . من جانب أخر كشفت المصادر عن وجود حالة من الغضب لدى العديد من كوادر الحزب الحاكم بسبب غياب الموضوعية في التغييرات التي سادت الحزب ، خصوصا أنه قد تم استبعاد العديد من أعضاء الأمانة العامة للحزب مثل السيد راشد ومؤمنة كامل وأمين الفلاحين أبو العباس عثمان في حين تم الإبقاء على الدكتور حسام بدراوي في منصبه كأمين لقطاع الإعلام رغم الفشل الذريع في انتخابات مجلس الشعب وخسارته لمقعده أمام هشام مصطفى خليل . كما أبدى العديد من أعضاء مجلس الشعب سواء من أبناء الحزب أو من المستقلين الذين انضموا له بعد نجاحهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة استيائهم نتيجة استبعادهم من المناصب القيادية باستثناء المستشار محمد الدكروري الذي تم تعيينه عضوا بالأمانة العامة للحزب . وتتوقع المصادر أن تحدث تغييرات كبيرة خلال المؤتمر العام القادم حيث سيطاح فيها بكل ما تبقى من الحرس القديم لصالح تيار السياسات لتهيئة الساحة أمام اعتلاء جمال مبارك قمة المشهد السياسي .