منذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز، الحكم فى المملكة السعودية، ذادت التوقعات المبشرة بمزيد من التأييد الإقليمى للجماعة بعد أن أبدت الإخوان تأييدها - بحذر- عملية عاصفة الحزم التى تقودها المملكة العربية السعودية، بتحالف عشرى ضد الحوثيين فى اليمن. وشارك فى التحالف الإقليمى الذى تقوده السعودية دول معروفة بدعمها لجماعة الإخوان مثل قطروتركيا، بجانب دول تعادى الإخوان مثل مصر والإمارات، كما أن الإخوان فى سوريا يؤدون دورًا مهما فى المعارضة ضد الأسد ويتلقون دعمًا من دول الخليج، ويقوم إخوان اليمن بنفس الدور ضد الحوثيين، الذين اعتقلوا العشرات من قادة حزب الإصلاح، الفرع اليمنى للإخوان المسلمين، بعد اتهامهم بتلقى الدعم من السعودية المشاركة فى القتال. الأمر الذى فسَّره مراقبون ومحللون بأن التحالف السني، الذى تقوده السعودية ضد التمدد الإيرانى فى المنطقة، خاصة فى اليمن، قد يعود بالنفع على الإخوان، الذين تعرضوا فى أوقات سابقة لهجوم شديد من حكام دول الخليج خشية أن تطال ثورات الربيع العربى التى برزوا فيها دول الخليج.
الجماعة لا تعول على الخارج الدكتور ممدوح المنير، مدير الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، قال إن جماعة الإخوان المسلمين لا تعول كثيرًا -على حد علمه- على الخارج نهائيًا فى مسألة حسم الموقف فى مصر، وأن أى مدقق فى تصريحات الجماعة أو بياناتها يلحظ أن الجماعة لا تعول على الخارج كثيرًا، لكن بالطبع الجماعة تعتمد عليها كعنصر داعم أو مساعد للموقف. وأضاف "المنير" ل"المصريون" أن قراءته الشخصية للأحداث الإقليمية أنها تشير تحولها لصالح الإخوان والثورة تدريجيًا لكن ليس بالدرجة التى يمكن الاطمئنان لها بعد لها. ورأى المنير، أن تكتلات سياسية وعسكرية فى المنطقة يعاد تشكيلها بشكل ملحوظ، أبرزها المحور التركى السعودي، لافتًا إلى أنه ليس هناك دعم من تركيا للجماعة بالمعنى الحرفى للدعم، ولكن هناك مظلة سياسية رافضة للوضع الحالى فى مصر يقودها أردوغان ويستفيد منها كل معارضى ما وصفه ب"الانقلاب" بما فيهم الإخوان. وأشار المنير، إلى أن الوجود الإخوانى فى تركيا يتم بشكل قانونى كأى جنسية أخرى ولا يوجد تفصيل أو إجراء استثنائى لا للإخوان أو المصريين هناك، ولكن استفادة من رفض نظام حكم السيسى وهو موقف يشكر عليه أردوغان، بحسب تعبيره.
تكتلات عسكرية وسياسية جديدة الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى العلاقات الدولية، رأى أن المنطقة قد تشهد بعض التكتلات العسكرية والسياسية لكن الهدف منها عودة الشرعية فى اليمن لتحجيم الحوثيين هناك، وهذا ما ينطبق على سوريا ولييبا". وقال "اللاوندي" ل"المصريون" إن عاصفة الحزب والتحالف العشرى على الحوثيين فى اليمن، ليس موجها ضد إيران، قائلا: "لا اعتقد أن هناك تحالفا عسكريا سعوديا ضد إيران فقط هناك تحالف ضد الحوثيين لأنهم ضد الشرعية فى اليمن". وأضاف "اللاوندي" ل"المصريون" أن إيران أصبحت عضوًا فى النادى النووى العالمي، وبالتالى السعودية ستتعامل مع إيران عبر الطرق الدبلوماسية، وبما أن الإيرانيين طائفة أثنى عشرية، والحوثيين طائفة إيزيدية، فلا صراع بين السعودية وإيران على الأراضى اليمنية. وأشار اللاوندي، إلى أن الحل السياسى والجلوس على طاولة المفاوضات بين كل الجهات المتصارعة فى اليمن هو الحل الأمثل للخروج من أزمة الحرب الأهلية. وتابع أن السعودية ومصر وإيران يؤيدون الحل السياسى فى اليمن حتى اللحظة، بما يحفظ الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لافتا إلى كلام الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز الذى أكد فيه أن أبواب الرياض مفتوحة لحل سلمى للأزمة اليمنى بما يحفظ شرعية هادي.
تحرك سعودى تركي وفى الوقت الذى تتزايد فيه حدة التكهنات حول تحرك عسكرى برى سعودى تركى لضرب نظام بشار الأسد فى سوريا، ودعم المعارضة بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، أوضح الدكتور سعيد الحاج، الكاتب والمحلل السياسى المختص بالشأن التركى أن السعودية وتركيا ليس بينهما تحالف عسكري، كل ما فى الأمر أن السعودية حين أعلنت عن التحالف العشرى وما يسمى بعاصفة الحزب لضرب الحوثيين فى اليمن، أيدت تركيا تلك الخطوة. واستبعد "الحاج" فى تصريحات ل"المصريون"، تكرار سيناريو التحالف العشرى فى اليمن على الأراضى السورية، قائلا إن أى تحرك عسكرى تجاه سوريا سيحمل صبغة الحرب الدولية، فروسيا وإيران لا تنظران بنفس درجة الأهمية لليمن على غرار سوريا.