أعد نائب جمهوري بالكونغرس الأمريكي مشروع قرار لتناول أحداث العام 1915 في ضوء "علاقات تركية - أرمينية محايدة وبناءة ودائمة"، لتقديمه إلى الكونغرس لمناقشته. وذكر مراسل الأناضول، أن النائب الجمهوري بالكونغرس "كورت كلاوسون" عن ولاية فلوريدا، أعد مشروع القرار الذي يطالب فيه أيضا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ببذل الجهود لتطبيع العلاقات بين تركياوأرمينيا. وأوضح مشروع القرار الذي يُسمى "دعم العلاقات التركية -الأرمينية الدائمة لمئة عام قادمة"، أن تركياوأرمينيا تعتبران دولتان في غاية الأهمية بالنسبة للمصالح الأمريكية في المنطقة. وتابع مشروع القرار: "نحن نناشد الرئيس الأمريكي، بذل مزيد من الجهود من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، في ضوء المصالح الأمنية للولايات المتحدة في المنطقة"، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول منذ العام 2009 وحتى الآن تحسين العلاقات بين البلدين "لكن هذه المحاولات باءت بالفشل". وأضاف: "لا جرم أن القوة الأمريكية تضعف في تلك الأوقات التي تشهد تعميق العديد من الدول لعلاقاتها الاقتصادية والسياسية مع كل من روسيا وإيران"، موضحاً أن الوضع الجغرافي لتركيا بين أوروبا والشرق الأوسط جعل منها حليفا مهما في مكاحفة المتطرفين في المنطقة. وافاد نص مشروع القرار أن "مجلس النواب الأمريكي، يطالب بتحديد فرقة عمل مكونة من أعضاء من الكونغرس، ومسئولين بالإدارة الأمريكية، وممثلين عن تركياوأرمينيا، من أجل إعادة تأسيس العلاقات التركية - الأرمينية المحايدة الدائمة البناءة لمائة عام قادمة، وذلك في ضوء المصالح المشتركة للبلدين، وفي إطار المصالح الأمريكية بالمنطقة". وطالب النائب الجمهوري الذي أعد مشروع القرار، بقية نواب الكونغرس دعم القرار، مشيراً إلى أن "القواعد العسكرية الموجودة في تركيا باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كان لها بالغ الأثر في الفوز بالحرب الباردة". وأكد "كلاوسون" أن أرمينيا التي تشارك الحدود مع دول تركيا واذربيجان وجورجيا وإيران "من الممكن أن تكون لديها إمكانيات كبيرة في دفع عجلة أولويات الولاياتالمتحدة"، مضيفا "بذلك فإن المصالح الأمريكية يمكن إدارتها من خلال التوفيق في العلاقات بين البلدين". يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن. وفي المقابل تدعو تركيا مرارًا إلى تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركياوأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي.