أنقرة: علق وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو على قرار لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي باعتبار مقتل أرمن على يد عثمانيين في العام 1915 "إبادة جماعية"، بانه امر لا يهدد فقط بإبطاء التقارب الذي حصل مؤخراً بين تركيا وأرمينيا بل يعرض العملية كلها للخطر، داعياً واشنطن لوقف هذه المحاولات. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن وكالة أنباء "أناضول" التركية أن أوغلو قال: إن التدخل الاخير للإدارة الأمريكية أظهر أنها لم تبذل الجهد الكافي في سبيل القضية المتعلقة بالعلاقات الأرمينية التركية. وطالب أوغلو اللجنة الأمريكية بمراجعة موقفها حول القضية، معتبراً أن قرارهم المتهوّر يعيق السلام التاريخي بين تركيا وأرمينيا ويضر بالعلاقات بينهما، مشيرا إلى أنه سيبحث المسألة مع الرئيس التركي عبد الله غول والحكومة والمعارضة، كونها مسألة تتعلق بالكرامة الوطنية لتركيا. وكانت وسائل الإعلام التركية نقلت عن أوغلو قوله تأكيده أنه يمكن تحقيق تطبيع العلاقات مع أرمينيا عندما يجلس الطرفان للتحادث معاً، مجدداً الدعوة لتشكيل لجنة تاريخية مشتركة. وأكد أوغلو أن البلاد لن تتخذ أي قرار تحت الضغط بأي حال من الأحوال مشككاً بنوايا واشنطن من قرارها اعتبار مقتل أرمن على يد عثمانيين في العام 1915 إبادة جماعية. وقال إن تطبيع العلاقات مع أرمينيا يمكن أن يتحقق لدى جلوس البلدين على طاولة الحوار معتبراً أن المقاطعات من قبل أطراف ثالثة تجعل عملية التطبيع غير ممكنة التحقيق. وعلق على قرار اللجنة الامريكية،وقال : "التصويت الوقح والمضحك أمس يشير إلى أنها الطريقة والمسلك الخاطئين لحل القضية. فالصورة التي رأيناها أظهرت للعالم كله كم من الخاطئ الحكم على حوادث تاريخية بالبرلمان". وقال إن الأتراك والأرمن عاشوا معاً 10 قرون مشدداً على أن بلاده اعتبرت الشعب الأرمني صديقاً وجاراً. وأضاف : نريد أن نتشارك في الآلام ونبني ذاكرة حسنة. نريد أن نترك ميراثاً جميلاً لأجيال المستقبل، لكن رغم جهودنا (الإيجابية) ونوايانا، نشك بالنوايا الحقيقية للجهات عندما تقر البرلمانات قرارات حول قضايا تاريخية. واعتبر أن التصويت أمس في الكونغرس يشير إلى صورة بعيدة عن الجدية في ما يخص أحداث العام 1915. وقال أوغلو : إن تركيا لن تتخذ أي قرار تحت الضغط في أي حال من الأحوال وهذا مهم أن يفهمه الجميع... إننا وقعنا بروتوكولات مع أرمينيا من هذا المنطلق. وأشار إلى أن تركيا استدعت بعد التصويت في واشنطن، سفيرها هناك ناميك تان للتشاولر معه، لافتاً إلى أن السفير الأميركي لديها جيمس جيفري الموجود حالياً وزارة الخارجية بأنقرة يجري محدثات على مستوى رفيع مع دبلوماسيين أتراك.