جاء استئناف سفير دولة قطربالقاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير سيف بن مقدم البوعينين، مهام عمله بسفارة بلاده بالقاهرة، للمرة الأولى اليوم منذ أن تم استدعاؤه من جانب وزارة الخارجية القطرية للتشاور منذ يوم 19 فبراير الماضي. فيما أعلن وزير الخارجية المصرية أنها تدرس عودة السفير المصري لقطر خلال الأسبوع المقبل. وشارك السفير القطري ضمن الوفد الرسمي لبلاده في أعمال القمة العربية العادية السادسة والعشرين، التي انعقدت في شرم الشيخ يومى 28 و29 مارس الحالي، والذي رأسه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت القمة العربية قد شهدت تقاربًا ملحوظًا بين مصر وقطر، بدأ باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمير قطر تميم بن حمد فى مطار شرم الشيخ، وترددت أنباء عن أن هناك نية لعودة السفراء بين البلدين في أعقاب القمة العربية. وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أن عودة السفير المصري إلى الدوحة ردًّا على خطوة إعادة السفير القطري إلى القاهرة، أمر يتم تداوله وتقديره وفقًا للاعتبارات والتقديرات السياسية من قبل الدولة. وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن عودة السفير القطري لممارسة مهامه في القاهرة مؤشر جيد لعودة العلاقات بين البلدين لطبيعتها، ولقرب إتمام المصالحة بين البلدين"، موضحًا أن عودة السفارة للعمل مرة أخرى يؤكد وجود رغبة من البلدين في إتمام تلك المصالحة، وعودة التمثيل الدبلوماسي المتبادل. وتابع "إتمام المصالحة بين البلدين ستتم في القريب بعد إنهاء كل الخلافات بين البلدين"، وأشار إلى أن "الجانب القطري بدأ يظهر حسن النوايا، والالتزام بمبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز"، لافتًا إلى "رغبة متبادلة بين البلدين للمصالحة نظرًا للتطورات الأخيرة التي تتعرض لها المنطقة العربية في هذه الأثناء ووجود حاجة ملحة للتوحد". وقال مجدي حمدان، المحلل السياسي، والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، إن "عودة السفير القطري لممارسة عمله من مصر تأخرت كثيرًا، وكان يجب أن تكون منذ فترة، خاصة أن قطر لم توجه أية اتهامات أو هجوم على الجانب المصري بعكس الإعلام المصري الذي وجه الاتهامات والشتائم للشيخة موزة، والدة أمير قطر، بدعم من رجال الحزب الوطني الداعمين لأغلب القنوات الفضائية". ولفت إلى أن زيارة أمير قطر كانت ضرورية للتأكيد على متانة العلاقات بين البلدين، لا سيما أن الإعلام الرسمي القطري ذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل أخاه الأمير تميم بن حمد، مما يؤكد تمسك الإعلام القطري بالعلاقات الجيدة مع مصر، مشيرًا إلى أن إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر كان أحد أسباب تحقيق التقارب وإزالة الخلافات بين البلدين. وأوضح أن المنطقة العربية تعاني من خلافات وتهديدات ستطال جميع الدول، ومصر هي الدولة الوحيدة المتماسكة في المنطقة ولديها جيش يستطيع التصدي لهذه التهديدات لذلك لابد أن توطد جميع الدول علاقتها مع مصر. من جانبه، قال هشام الهرم، الأمين العام المساعد بحزب الحركة الوطنية المصرية، إن عودة سفير قطر إلى القاهرة، ليس دليلاً على أن هناك انفراجة فى العلاقات بين مصر وقطر. وأضاف أن هناك شروطًا مصرية يجب أن تنفذ قبل عودة السفير المصري إلى قطر، يأتي في مقدمتها تسليم أعضاء جماعة الإخوان التي تحميهم قطر، ومحاولتها تشويه صورة مصر أمام العالم، وتنفيذ شروط اتفاق الرياض الذي قدمته دول الخليج، للتوافق بين مصر وقطر، والذي لم ينفذ منه أي بند حتى الآن. وأكد أن عاصفة الحزم التي تشارك فيها الجيوش العربية بارقة الأمل، ونواة إنشاء القوة العربية المشتركة ستكون السيف الرادع، ضد مَن يحاول النيل من وحدة الأمة العربية".