كشفت مصادر عن أن رئيس المخابرات القطرى الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثانى أجرى زيارة لمصر، أمس، حيث بدأ محادثات مع مسئولين مصريين بشأن إتمام المصالحة بين القاهرةوالدوحة، وأكدت المصادر أن الزيارة تسبق التحضيرات الخاصة بلقاء القمة المرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والأمير تميم بن حمد، أمير قطر، فى الرياض، فى إطار مساعى الصلح بين البلدين. وأشارت المصادر، فى تصريحات ل«الوطن»، إلى أن «السيسى» سيوفد مبعوثاً شخصياً له، دون تحديد الاسم، إلى الدوحة، فى وقت قريب، قبل انعقاد القمة، لإزالة التوترات بين البلدين. فى إطار سلسلة اللقاءات المستمرة للتوصُّل إلى حلول بشأن القضايا والملفات العالقة بين البلدين، وأشارت إلى أن الزيارة تُمهِّد لعقد قمة ثنائية بين «السيسى» و«تميم»، برعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قريباً فى الرياض. من جانبه، أكد سفير مصر السابق فى قطر محمد المنيسى، أن العلاقات بين البلدين لن تتخذ مساراً إيجابياً، إلا بعد أن تعلن قطر وقف تمويل المسلحين على حدود مصر فى ليبيا والسودان وقطاع غزة، وتسليم عناصر الإخوان المطلوبين إلى القاهرة. وقال ل«الوطن»، إنه «رغم وقف بث قناة الجزيرة مباشر، فإننى لا أرى أن تلك الخطوة هى التى يجب أن نهتم بها تجاه التقارب مع قطر، لأن لدى الدوحة خطوات أهم بكثير من إغلاق القناة، إذا كانت ترغب فى تحقيق مصالح مع مصر، أولاها وقف التمويل للجماعات المسلحة فى مصر وليبيا والسودان، لأن قطر كانت تسعى لتخريب مصر فى 3 محاور، من خلال زعزعة استقرار حدودها الشرقية والشمالية والجنوبية». وأوضح سفير مصر السابق بالدوحة، أنه يمكن لقطر استضافة الإخوان كلاجئين سياسيين، ولن يمنعها أحد من ذلك، لكن وفقاً للقانون الدولى وقواعده، فإنه يمنع اللاجئ السياسى من ممارسة نشاط معاد للبلد الذى ينتمى إليه. وشدد على ضرورة اتخاذ قطر هذه الخطوات بنوع من الجدية، مثلما أوقفت بث «الجزيرة مباشر»، وأن تتجه إلى تعزيز المصالحة حقاً، إذا أرادت العودة للصف العربى، والتضامن مع مصر مجدداً، وتوقع أن ينتهى الخلاف بعد فترة، وليس فى وقت قصير، حتى بعد انعقاد القمة المرتقبة بين الرئيس «السيسى» والأمير «تميم». كما كشفت مصادر دبلوماسية عن أن السفير المصرى لدى قطر محمد مرسى لن يعود إلى ممارسة عمله إلا بعد اعتماد المصالحة رسمياً بين مصر وقطر والدخول فى مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وشددت المصادر على أن قرار عودة السفير الذى غادر الدوحة، فبراير الماضى، مرتبط بقرار سيادى وليس متعلقاً بوزارة الخارجية فقط، ويتوقف على إنهاء الخلافات بين مصر وقطر فى الموضوعات المختلفة، التى تتعلق بوقف التدخل فى الشأن المصرى، وتسليم المصريين المطلوبين جنائياً لمحاكمتهم. وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن السفير القطرى فى القاهرة سيف بن مقدم البوعينين يمارس عمله فى القاهرة ويعود إلى الدوحة من وقت لآخر، وشارك مؤخراً فى حفل السفارة القطريةبالقاهرة بمناسبة العيد الوطنى للبلاد، وأن مصر لا تمانع من وجوده وممارسة عمله. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أيضاً أنه عندما تتلقى مصر تأكيداً رسمياً على أرض الواقع بعدم التدخل فى سيادة الدولة المصرية من جانب العناصر المدعومة من قطر، سيكون هناك حديث عن عودة السفير المصرى لممارسة عمله مجدداً بعد بقائه فى مصر لأكثر من 10 شهور تقريباً، وقالت: «على قطر أن تحدد موقعها وموقفها بوضوح من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربى.