بعد أن نجا من غارة أمريكية فى اليمن مطلع مايو الماضى، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل الشيخ انور العولقى، الذى تعتبره واشنطن الملهم الروحى لتنظيم القاعدة، فيما قالت مصادر قبلية انه قتل فى غارة جوية صباح أمس استهدفت سيارتين كانتا تنتقلان بين مأرب (شرق صنعاء) والجوف، المحافظة الصحراوية المتاخمة للسعودية. والعولقى، المولود عام 1971 فى نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة لأبوين يمنيين، كان على رأس قائمة المطلوبين لصنعاء وواشنطن فى قضايا إرهاب، ويعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالى (أف بى آى) الملهم الروحى للقاعدة. حصل العولقى المتزوج ولديه خمسة أولاد على عدة شهادات فى الاقتصاد الزراعى والهندسة المدنية والقيادة التربوية وتنمية الموارد البشرية، وقد برز اسمه للمرة الأولى فى تقرير لجنة التحقيق بهجمات 11 سبتمبر 2001 على مدينتى واشنطن ونيويورك، لكون رقم هاتفه وجد مدونا فى مذكرة اليمنى رمزى بن الشيبة منسق هذه الهجمات فى مدينة هامبورج الألمانية. وبسبب ارتياد اثنين من منفذى الهجمات، وهما نواف الحازمى وخالد المحضار، لمسجده فى فرجينيا، جرى التحقيق معه لكن المحققين لم يجدوا أى دليل ضده. وبعدها غادر إلى بريطانيا، حيث ألقى محاضرات ودروسا للشباب المسلم، مستثمرا حضوره القوى وخطابه المنطقى المقنع. ثم عاد إلى اليمن عام 2005 ليطارده المحققون الأمريكيون عبر السلطات اليمنية التى اعتقلته لعام ونصف، لكن أيضا لم تستطع إدانته فأطلقت سراحه. بعدها عاد العولقى ليحظى باهتمام الإعلام بعد إطلاق الرصاص فى قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس، الذى نفذه الرائد بالجيش الأمريكى نضال حسن فى نوفمبر 2010، ما أسقط قتلى بين المجندين. ورجحت واشنطن أن يكون هناك دور من نوع ما للعولقى فى هذا الهجوم، إما التحريض أو الإلهام الأيديولوجى على الأقل. ومجددا برز اسمه فى الإعلام خلال التحقيقات المتعلقة بالنيجيرى عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية كانت متجهة إلى ديترويت عشية عيد الميلاد العام الماضى، حيث أفادت تقارير بأن اتصالات جرت بينهما أثناء فترة وجود عبد المطلب فى اليمن أواخر 2009. وحينها توارى العولقى عن الأنظار متمتعا بحماية قبيلته من مطاردات القوات اليمنية والغارات الأمريكية، إلى أن أعلنت صنعاء أمس عن مقتله، وسط مخاوف البعض من رد عنيف من قبل «تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب»، الذى يتخذ من اليمن مقرا له.