قال رئيس قبرص الجنوبية، نيكوس أناستاسياديس، إنه يمكن حل المسألة القبرصية عبر إنشاء فيدرالية في الجزيرة، تتمتع بسيادة ومواطنة موحدة وهوية دولية واحدة، وتراعي المكتسبات الأوروبية، وتأخذ في الاعتبار مخاوف كلا من القبارصة الروم والأتراك. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، نُظم في مقر رئاسة قبرص الجنوبية، ودُعي إليه صحفيون أتراك. وأكد أناستاسياديس ضرورة أن يتوصل القبارصة إلى حل يراعي مصالح كلا من القبارصة الروم والأتراك، بالإضافة إلى مصالح تركيا ودول الجوار والمجتمع الدولي، معتبرا التوصل لمثل ذلك الحل "دينا في عنقه"، مشيرا إلى عدم رغبته في أن تعيش الأجيال المقبلة من القبارصة في وطن مقسم. وحول شروطه من أجل العودة إلى المفاوضات، التي انسحب منها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عازيًا ذلك إلى قيام تركيا بالتنقيب في المناطق التي تنقب فيها قبرص الرومية عن الغاز في البحر المتوسط، وإرسالها سفنا حربية لمرافقة فريق البحث، قال أناستاسياديس "أولويتي الرئيسية هي إيجاد حل للقضية القبرصية، ولكن أي قائد سياسي ذلك الذي يجلس تحت تهديد السفن الحربية على طاولة مفاوضات لا تعترف بحقوقه؟ وفي حال جلوسي على طاولة المفاوضات في ظل تلك الظروف سيعني ذلك اعترافي بالحق (التركي) في التدخل. أنا عاقد العزم على العمل من أجل حل في إطار الاحترام المتبادل". وكان زعيما القبارصة الأتراك، درويش أر أوغلو، ونظيره أناستاسياديس، قد تبنيا في 11 فبراير/ شباط 2014، "إعلانًا مشتركًا"، يمهد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأممالمتحدة، لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في مارس 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي. وفي إطار ذلك الإعلان، التقى الزعيمان القبرصيَّان في 17 سبتمبر الماضي في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة، برعاية الأممالمتحدة، واتفق الجانبان على فتح صفحة جديدة من المفاوضات، إلا أن الزعيم الرومي أعلن في 7 أكتوبر/ تشرين الأول انسحابه من المفاوضات.