يواصل النازحون من الصومال تدفقهم على كينيا وإثيوبيا هربا من الجفاف في وقت يشتكون من تأخر المساعدات بعد وصولهم إلى مخيمات مدينة طاطاب على الحدود الكينية الصومالية. وفي الأثناء قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأربعاء إن واحدا من بين كل عشرة أطفال في المناطق المتضررة بالصومال يعاني خطر الموت جوعا، وهو ما يعادل ضعفي ما كان عليه قبل أربعة شهور. وقال مراسل الجزيرة في كينيا إن عدد النازحين الصوماليين يقترب من مائة ألف نازح، ويتوقع ارتفاع هذا العدد إلى نصف مليون خلال الشهور المقبلة. وأضاف أن النازحين أصيبوا بخيبة أمل عند وصولهم إلى مخيمات مدينة طاطاب على الحدود الكينية، حيث لم يتلقوا الإعانات الغذائية التي كانوا يترقبونها من هيئات الأممالمتحدة. ومن جهة أخرى أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن "مستويات سوء التغذية ارتفعت إلى ذروتها وهي الآن الأعلى في العالم"، وأضافت أن بعض مناطق الصومال تضاعف فيها تقريبا عدد الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد منذ شهر مارس/آذار الماضي. واستخلصت اللجنة هذه النتائج بناء على بيانات من 39 عيادة طبية و18 مركزا لعلاج سوء التغذية يديرها الهلال الأحمر الصومالي بدعم من الصليب الأحمر الدولي، وكانت اللجنة الدولية قد افتتحت عشرة مراكز تغذية جديدة في باكول وجيدو وممر أفجوي. ومن جانبها قالت وكالة الغوث المستقلة إنه حتى في منطقتي الخليج وشابيل الدنيا -وهما سلة غذاء تقليدية للبلاد- يعاني نحو 11% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات من سوء تغذية حاد، مما يعرضهم لخطر الموت جوعا. يونيسف توزع معونات غذائية في مقديشو (رويترز) جهود أممية وفي السياق نفسه دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المجتمع الدولي إلى تبني إجراءات حازمة ومنسقة -بما يشمل القيام بعمليات بحرية مماثلة لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال- بهدف التصدي للصيد غير المشروع وإلقاء النفايات السامة في المياه الصومالية وحماية سبل كسب العيش للشعب الصومالي. كما أعرب المجلس في هذا الصدد عن تقديره لجهود الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى التي تعمل في الصومال. ومن ناحيتها قالت الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إنها تسعى لمواكبة احتياجات اللاجئين الصوماليين، موضحة أن الأطفال الضعاف البنية يموتون بسبب سوء التغذية وهم في طريقهم إلى كينيا وإثيوبيا المجاورتين أو حتى بعد الوصول إلى هناك. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن أكثر من 11 مليون شخص في القرن الأفريقي يحتاجون إلى المساعدة العاجلة للنجاة من أسوأ موجة جفاف تصيب المنطقة منذ عقود. وكان رئيس منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارك بودن قد أوضح الثلاثاء –بعد وصوله إلى الصومال ضمن وفد أممي- أن الحكومة الصومالية لا تستطيع وحدها تغيير الواقع الراهن ما لم تتضافر معها جهود المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية المزيد من تدهور الأوضاع المعيشية مع احتمال تأخر هطول الأمطار في المنطقة، حيث تتعرض الصومال وبقية دول منطقة القرن الأفريقي لموجة جفاف غير مسبوقة منذ ستين عاما.