كشفت تشكيلاً عصابيًا من 17 مسلحًا.. وتوافد العائلات من الدول العربية لإظهار الجاني "البشعة".. جعلت من قرية سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية الأشهر وسط القبائل العربية وبعض العائلات بالدول العربية، لوجود عدد من المشايخ البدوية الذين يقومون بالعمل فى مجال البشعة، وذلك لإنهاء ما بينهم من خصومات وعداءات، بإظهار الكاذب والجانى دون الوقوف أمام القضاء أو نشوب حروب أهلية بين العائلات، ويتم الفصل فى المنازعات بالمناطق القبلية عن طريق الأعراف القبلية التى لها فى كثير من الأحيان قوة القانون. ويمثل شيخ القبيلة أو من يقوم مقامه دور القاضى، وترتبط قوة قراره بقوة شخصيته، ومن القوانين العرفية السائدة هى البشعة، التى اعتبرت فى فترة من فترات الزمن إحدى الوسائل التى يتم بموجبها إبراء الذمم والتبرئة من التهم، وهى تقليد عربى مارسته القبائل العربية. يقول الشيخ فضل العيادى أشهر مبشع فى قرية سرابيوم، إنها أداة لكشف كذب الإنسان، وهى تتوارث من جيل إلى آخر ويتخصص بها "بشعة عرب قبيلة العيايدة" فقط، وليس هناك أى قبيلة أخرى تمارس البشعة، وهى عبارة عن استخدام قطعة حديدية على هيئة طاسة يطلق عليها "بشعة"، يتم وضعها بالنار حتى الاحمرار، ثم جعل المتهم يلحسها بعد قسمه على أنه بريء ولم يقتل أو يسرق أو يغتصب، كل حسب تهمته، فإذا كان بريئًا لن يشعر بحرارتها، وإذا كان كاذبًا سلخت لسانه. وأضاف أن هناك من يسيء للمبشعين بقيامه بممارسة المهنة بغرض خداع المواطنين وأخذ أموالهم، وهناك من يستخدم بها السحر لاستغلال المواطنين – أيضًا - وعندما نعلم بوجود أحد من يفعلون ذلك، يتم معرفة مكانه ولأى قبيلة يتبع، ثم نقوم بالذهاب لشيوخ قبيلته لجعله يترك ما يفعله ونأخذ عليه إقرارًا بذلك. وأكد أنه عند حضور أى متخاصمين لنا نقوم بعمل محاضر بينهم لعقد الجلسة العرفية وتنفيذ البشعة، وأخذ إقرار من المتهم بأنه لم يُجبر على المجيء إلينا وعن رضائه للخضوع للبشعة لكشف براءته، حيث يُوضع محماس البن أو حديدة مصفحة وما شابهها فى النار حتى يُصبح شديد الاحمرار ويخرج المبشع المحماس ثم يفرك به ذراعه ثلاث مرات، لكى يؤكد أن النار لا تضر الأبرياء، ويمد المبشع المحماس إلى الشخص المتهم، ويقول له "أبشع أو ألحس"، وعلى المتهم أن يمد لسانه للحاضرين كى يريهم أن لسانه سليم وليميزوا حالة لسانه قبل البشعة. وتابع أن المتهم بعدها يقوم بلحس المحماس ثلاث مرات وهو بيد المبشع ثم يتمضمض ببعض الماء، وإذا ظهر على لسانه أى أثر للنار حكموا عليه بأنه مذنب وإلا فهو بريء. ويروى الشيخ فضل، إجراءات البشعة، حيث يتم عرض تفاصيل القضية من الطرفين والاستماع للشهود وتلاوة تفاصيل الموضوع من قبل المبشع، ليقنع الحضور بأنه على وعى تام بعناصر الموضوع محل النزاع، وحث الطرفين على عدم المضى فى إجراءات البشعة، وأنه من الأفضل الاتفاق وديًا وعلى المتهم الاعتراف إن كان مذنبًا. وأشار إلى أنه فى إحدى مرات البشعة، جاء تاجر من محافظة بورسعيد كان متواجدا بمدينة القنطرة، لتحصيل بعض الأموال من التجار، ثم فوجئ بقيام مجهولين مسلحين بسرقة مبلغ مالى 180 ألف جنيه، وانتاب الشك عند التاجر من أحد الأشخاص الذى لم يعترف أمام ضباط الشرطة، وعندما جاء إلى البشعة انهار واعترف الجانى أنه ضمن تشكيل عصابى مكون من 17 شخصا مسلحا من 3 محافظات، هى بورسعيد والإسماعيلية والشرقية. وعلى الفور، قمت بإبلاغ مدير أمن الإسماعيلية، وفى أقل من 24 ساعة تم إلقاء القبض على التشكيل العصابي. وتابع أنه فى الأسبوع الماضى جاء جواهرجى من القاهرة، حيث قام أحد العاملين فى المحل بسرقة نصف كيلو من الذهب عيار 24، وجاء الجواهرجى ومعه 4 من العاملين فى المحل، وقبل بداية البشعة قام أحدهم بعرض رشوة 100 ألف جنيه عليه ورفض، وعند بداية البشعة اعترف الجانى بسرقة الذهب. شاهد الفيديو :