زيارة السادات للقدس لم تتوقعها "سي آي إيه".. والرئيس الراحل قال ل "بيجين": لامساومة على سيناء ولن يبقى إسرائيلي واحد فيها صدر مؤخرًا كتاب بعنوان "13 يومًا في سبتمبر"، للكاتب الأمريكي الحائز على جائزة بوليتزر"، لورانس رايت يتحدث عن كواليس اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن، وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "الكتاب يحكي كواليس الاتفاقية من وجهة نظر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي بدون إصراره ما كان الأمر قد نجح"، مضيفة أنه وفقًا لما ورد بالكتاب فإن "زيارة السادات إلى القدس كانت حدثًا لم تتوقعه الاستخبارات الأمريكية، والقرار اتخذه الرئيس المصري بدون أي شركاء". وأضافت أن "الرئيس الأمريكي رأى في السادات زعيمًا شعبيًا مؤمنًا ويتحدث دائمًا بشكل صريح ومباشر، وبالرغم من إعجابه السادات على الصعيد الشخصي إلا أن كارتر نجح في الإبقاء على نفسه كوسيط نزيه". ووفقًا للكتاب فإن "الإسرائيليين وصلوا إلى مفاوضات كامب ديفيد وهم يعتقدون أنها ستستمر أيام قليلة ولن يتم التوصل إلى أي اتفاق"، إذ أن "الإسرائيليين لم يأتوا ومعهم أي ورقة للعمل أو مواقف مبدئية للتباحث، وبعد انتهاء اللقاء الأول عاد كارتر إلى غرفة نومه حزينًا وقال لزوجته روزلين إن بيجن ليس لديه أي نية للتوصل إلى اتفاق سلام". وشهد اللقاء بين بيجن والسادات اتهام الأخير للأول برفض السلام، بحسب مؤلف الكتاب الذي يستكمل روايته قائلاً: "الرئيس المصري أكد أن الأراضي لن يتم المساومة عليها، ولن يبقى إسرائيلي واحد في سيناء". وأشار إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي وصل إلى كامب ديفيد شاعرًا أنه ليس لديه ما يخسره لكنه سرعان ما اكتشف أنه نصب فخًا لنفسه، وأنه ليس لديه أي جديد ليقترحه، الوفد الإسرائيلي المرافق له كان غير مستعد أيضًا، وليس لديه أي مقترحات بديلة أو خلفية عن الموضوعات". ولفت إلى أنه "في اللحظة التي طرح فيها السادات وثيقة مصاغة بعناية تحتوي على مطالب القاهرة، لم تقدم إسرائيل وثيقة مقابلة، وهو الفراغ الذي حاول كارتر ملئه بصياغة ورقة عمل أمريكية مكونة من 17 صفحة، وعندما قرأ بيجن هذه الورقة شحب وجهه وطلب من الرئيس الأمريكي عدم عرضها على السادات". وأضاف أن "بيجن حاول تجاهل قرار مجلس الأمن 242 الخاص باحتلال الأراضي، وأعلن أن أي علاقات سلمية مع مصر ستضر بأمن إسرائيل"، إلا أن "الرئيس الأمريكي غضب من بيجن بسبب موقفه هذا وقال له إن هذا يعني عدم وجود أي قاعدة للمفاوضات الآن أو في المستقبل، وإن ما يفعله معناه أنه يريد الأرض لاالسلام".