[ 1 أغسطس ] لا تحتاج إلى «مشهد» جديد لتستمتع برؤيته.. تحتاج إلى عيون جديدة تراه بشكل مختلف. [ 2 أغسطس ] بلادي تخبرني عن كل الأهداف الرائعة التي سنصل إليها.. ولكنها تنسى أن تدلني على الطرق الآمنة. في كل زاوية أرى هذه اللوحات: - الطريق مغلق للصيانة! - منعطف خطر! - ممنوع الدوران! أحتاج إلى لوحة تقول لي: كل الدروب ممهدة أمامك.. رافقتك السلامة.
[ 4 أغسطس ] من الغباء أن لا ترى أن الأغلبية غبيّة!
[ 5 أغسطس ] بعض الدُول لها من السياسات ما يُذكّرك بمحلات غسيل السيارات: تجعل السيارة / الدولة تلمع من الخارج.. ولكنها لا تُصلح العطل الموجود في الداخل!
[ 7 أغسطس ] كل إعلانات مساحيق الغسيل تقول إنها: تجعل الملابس البيضاء أكثر بياضاً... ما هذه العنصرية.. ألا يوجد إعلان عن مسحوق يجعل الملابس السوداء أكثر سواداً؟!!
[ 9 أغسطس ] غسيل المعدة: تسمم. غسيل الأموال: جريمة. غسيل المخ: اختطاف العقل. غسل بعض الأشياء لا يعني نظافتها!
[ 11 أغسطس ] عندما تسمع عبارة « غسيل مخ» هل تظن أن هنالك مسحوقاًًً يجعل مخك نظيفاً؟! أم أن «غسيل المخ» تعني تنظيف - ومسح - ما فيه من أفكار سابقة لتحل بدلاً منها فكرة جديدة تُفضلها الجهة التي قامت بغسله؟ هذا يعني أن الجهة التي قامت بغسل مخك ترى أن كل الأفكار المزروعة فيه قذرة.. ولا بد من غسله! لو كانت لديك (أفكار سابقة) حقيقية وصلبة ألا تُقاتل هذه الأفكار، وتقاوم عملية الغسل؟! أظن أن جهة ما/ مؤسسة ما/ جماعة ما.. تقبض على مخك - الفارغ أصلاً - لتملأه بما تريد من أفكار.. هكذا يكون غسيل المخ. إذاً: مخك تم غسله منذ سنوات وأنت لا تعلم.. تحتاج إلى «غسله» وتنظيفه من عمليات الغسل السابقة! غسيل المخ الجيّد - بالنسبة لي ولك - هو أن نراجع كل ما تمت زراعته في رؤوسنا منذ سنوات.. كل ما آمنا بأنه ثابت لا يتزعزع... كل علاقاتنا مع الأشياء والأفكار، لماذا نقبل ما نقبله دون مراجعة؟.. لماذا نرفض ما نرفضه دون مراجعة؟.. لماذا لا ننظر للمشهد - أي مشهد - من عدة زوايا؟ لماذا نركز فقط على الزاوية التي تم تسليط الضوء عليها بتعمد وننسى بقية الزوايا المعتمة؟! مخي، ومخك، تم اختطافه منذ سنوات عبر وسائل عديدة ومتعددة.. عبر رأي واحد، ووسيلة إعلام واحدة، وفتوى واحدة، وفكرة واحدة هي الصواب وما عداها هو الخطأ... تعال لننفض الغبار عن الرف الأعلى في مكتبة الجسد. تعال لنؤثث رؤوسنا من جديد. كل هذا القبح والتخلف والبشاعة والجهل حولنا تدل على أننا نحتاج إلى «غسيل مخ» مختلف. قبل هذا: عليك أن تستعيد مخك المخطوف!
[ 12 أغسطس ] ليست كل خديعة تتعرض لها دليلاً على طيبتك وحسن ظنك.. عليك أن تعترف: أحياناً.. أنت أحمق، ومن السهل خداعك!
[ 14 أغسطس ] قلت له: أيهما أقرب إلى الله: طبيب نرويجي خاطر بحياته ليشارك بإنقاذ الأرواح في غزة أم طبيب عربي خاطر بحياته ليشارك بزهق الأرواح في العراق؟ قال: تقصد أيهما أقرب إلى الإنسانية؟! قلت: وهل هنالك فرق؟!!
[ 16 أغسطس ] ارتفاع الصوت - في أي حوار - لا يعني ارتفاع الحجة والدليل. ارتفاع الصوت: موسيقى تصويرية ينتجها الصراخ.. تحاول أن تُغطي على الخلل الموجود في النص!
[ 17 أغسطس ] أسوأ الأزمنة تلك التي تجعلك تبحث عن أهون الشرور لتتبعه! هنالك من يبكي على أزمنة الطغاة المستبدين هرباً من أزمنة الفوضى، وينسى أن أزمنتهم السيئة هي التي أنتجت هذه الفوضى.
[ 19 أغسطس ] ماذا أفعل ب «الأمل» عندما يفقد الأمل؟!
عندما تنكسر أحلامي.. يمد لي الأمل ألف عكاز.
منذ طفولتي والأمل يمشي بجانبي، ويسبقني.. قبل فترة صرت أسبقه.. بعدها بأيام أتى وهو يتكئ على عكاز.. بالأمس أتى على كرسي متحرك وأشار لي بيده لأدفعه إلى الأمام.. اليوم قال: توّقف عن دفعي.. مللت من الأمل!
[ 20 أغسطس ] الإنسان أكثر المخلوقات حماقة: منذ آلاف السنين وهو يكرر نفس الأخطاء، ويُصدّق نفس الأشخاص، وتُبتكر له نفس الحيل التي تخدعه كل مرة!
[ 22 أغسطس ] لا تنخدع، وتظن أن السيّد الذي يمتلك العبيد هو إنسان حر.. بعض المُستعبَدين أكثر حريّة من المُستعبِدين.
[ 23 أغسطس ] نقرأ.. لنضيع! نقرأ أكثر.. لنكتشف الدروب. نقرأ أكثر وأكثر.. لنعرف العلامات وندل الطريق.
نكتب.. لنمثّل دور «الدليل»!
[ 24 أغسطس ] المطر: وضوء الأرض. الشجر: «آمين»!
[ 25 أغسطس ] تبحث عن الكمال؟ اطمئن، لا يوجد شئ مكتمل في هذه الحياة... حتى هذه العبارة!
