قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي اليوم الإثنين إن الجيش سيبقى في أبيي إلى أن تصبح الأوضاع مستقرة بدرجة تسمح للقوات بالرحيل. وتصاعد النزاع على هذه المنطقة قبل أسابيع من انفصال الجنوب في التاسع من يوليو القادم. ونفى كرتي في حديثه خلال أول زيارة يقوم بها إلى لندن كوزير للخارجية تقارير تحدثت عن فظائع ارتكبتها القوات الحكومية واتهم قوات حفظ السلام الدولية بأنها فقدت السيطرة على المنطقة. قال للصحفيين في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية: "لم يطلق الرصاص على أحد ولم تتم ملاحقة أحد والأبواب الآن مفتوحة أمامهم (القرويين) مثلما هي مفتوحة أمام آخرين (للعودة)". قال عن السيطرة العسكرية: "قلت من قبل وأقول الآن، هذا ليس (حلا) دائما وليس مستديما.. ليس حلا.. هذا (الوضع) انتقالي فقط". ويوم الجمعة أمر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدةالخرطوم بسحب قواتها على الفور من أبيي واصفا وجودها بأنه "خرق خطير" لاتفاقات السلام بين الشمال والجنوب. ولا يوجد اتفاق بشأن الجانب الذي ستتبعه المنطقة بعد انفصال الجنوب. وأثارت السيطرة على الإقليم يوم 21 مايو مخاوف من تجدد الحرب الأهلية في البلاد. وانتهت الحرب الأهلية التي استمرت عدة عقود في عام 2005 واختار الجنوبيون الانفصال في استفتاء أجري في يناير. جاء تحرك القوات الحكومية للسيطرة على أبيي بعد هجوم في اليوم السابق على قوات حكومية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قال مجلس الأمن الدولي إن قوات جنوبية هي التي قامت به. وقالت مصادر سودانية جنوبية إن ما يصل إلى 80 ألف شخص فروا من المنطقة بعد أن تدفقت ميليشيات وقوات حكومية من الشمال على المنطقة لكن كرتي قال إن التقارير مبالغ فيها ومنحازة. قال: "لم نقاتل أبدا أو نطرد أحدا من المنطقة.. الجيش سيبقى هناك إلى أن نتفق على ترتيبات دائمة". أشار: "أؤكد لكم أنه لم تقع أي فظائع" مضيفا أن التقارير التي تتحدث عن فظائع "مختلقة" يثيرها "استعماريون" ووسائل إعلام عالمية. وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج -الذي استقبل كرتي لإجراء محادثات في لندن- الخرطوم على التفاوض على حل سلمي بسرعة. وقال هيج في بيان: "شجعت وزير الخارجية على قبول عروض بشأن قوة حفظ سلام تابعة لطرف ثالث في أبيي حتى يمكن للقوات السودانية الانسحاب بسرعة ويمكن للنازحين العودة إلى ديارهم".