شرعت الوساطة الدولية المشتركة لمفاوضات دارفور في الاعداد النهائي لوثيقة سلام دارفور توطئة للتوقيع عليها خلال الاسبوعين القادمين وكان مؤتمراصحاب المصلحة الذي عقد في الدوحة مؤخرا اعتمد الوثيقة النهائية للتوقيع عليها من قبل الاطراف. وقال الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة عمرآدم رحمة ان الوثيقة تخضع حاليا للتنقيح والاعداد النهائي بعد انهاء مرحلة التفاوض مع الحركات المسلحة. وحث آدم الاطراف الرافضة على الانضمام للعملية قبل نفاد الوقت امامها على حد قوله . من جهته قام برنامج الغذاء العالمي بتوفير اكثر من 560 طناً من الغذاء لحوالي 46 الف نازح من ابيي جراء الاحداث الاخيرة في المنطقة، وقالت مارجريتا كوكو مديرة مكتب البرنامج ، ان برنامج الغذاء العالمي لديه خطة لتوفير الغذاء لمدة ثلاثة اشهر لنازحي ابيي، واضافت كوكو ان الوضع تحت المراقبة. رفضت الحكومة السودانية طلب مجلس الأمن الدولي بسحب الجيش السوداني من أبيي، وقال وزير الخارجية السوداني في تصريحات صحفية امس: "رفضنا لغة التهديد التي كانت في البيان الصادر من مجلس الأمن". وأكد كرتي أن السودان ليس بحاجة إلى طلب لسحب جيشه من أبيي لأنها أرض سودانية ودخول الجيش إليها أمر طارئ لمعالجة الأوضاع الأمنية التي فرضها واقع خروقات الطرف الآخر. وقال كرتي: القوات المسلحة ستظل في أبيي إلى أن يتم الاتفاق حول المنطقة، والحديث عن الانسحاب غير مقبول إلا فى إطار الاتفاق على ترتيبات تؤمن المنطقة وتسمح للجميع بالعيش سوياً . وأضاف أن الاتحاد الأفريقي يقوم بوساطة بين الطرفين، مطالباً مجلس الأمن الدولي بدعمها إن كان يريد أن يعالج موضوع أبيي. ووصف وزير الخارجية السوداني الوساطة الأفريقية بالنزيهة، وكشف عن قبول الحكومة لمقترحات الوسيط الأفريقي، وقال إن الحركة الشعبية رفضت هذه المقترحات. من جانبه قال القيادي بالمؤتمر الوطني؛ د.ربيع عبدالعاطي في تصريحات صحفية، إن السبيل الوحيد لتسوية النزاع هو المفاوضات وليس الضغوط من مجلس الأمن. وأضاف ربيع: هذا الترتيب من جانب القوات الحكومية هو ترتيب مؤقت وأن الحل الوحيد للجانبين هو إيجاد حل مختلف عن الاستفتاء أو إجراء الاستفتاء . وقال إنه لا يرى أي مبرر لتدخل من مجلس الأمن الدولي. وقال عبدالعاطي إن القوات الحكومية موجودة هناك للمحافظة على الأمن والسلام في المنطقة إلى أن يتم إيجاد حل. من جانبها اعتبرت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية حديث مجلس الامن الدولي بشأن ابيي زرعا للفتنه بين السودانيين ويأتي في سياق التدخلات الخارجية في الشأن السوداني الداخلي . وقال عبود جابر رئيس الهيئة إن مشكلة ابيي لا تحتاج إلي تدخلات من الخارج بقدر ما تحتاج إلي حل سياسي ودبلوماسي يقود إلي تأمين مصالح مواطني المنطقة والحكومتين في الشمال والجنوب . وطالب كافة أفراد الشعب السوداني وقواه السياسية بالتكاتف والعمل علي دعم الاستقرار بابيي والوقوف في مواجهة التحديات الرامية لتمزيق السودان ونهب ثرواته . وأكد جابر أن وثيقة سلام دارفور التي اعتمدها مؤتمر الدوحة لأهل المصلحة قد أنصفت النازحين وعبدت الطريق للحل السياسي العاجل لمعالجة مشكلات المواطنين في دارفور الذين عانو من الصراعات الأهلية وطالب الحركات المسلحة التي فضلت خيار المقاطعة لمؤتمر الدوحة و التوقيع علي الوثيقة تغيير مواقفها والاتجاه نحو الحل المطروح عبر الوثيقة وذلك من أجل السلام والإستقرار في دارفور. وأدان مجلس الأمن استمرار السيطرة العسكرية للقوات الحكومية على أبيي في بيان صدر بالإجماع، ووصف الوضع بأنه "خرق خطير" لاتفاقات السلام بين الشمال والجنوب.