في مؤشر على انهيار الحركة الإسلامية في الأردن، ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين، فصلت الجماعة ثلاثة قياديين لمشاركتهم بتأسيس المبادرة الاردنية للبناء (زمزم). وفصلت المحكمة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، 3 قيادات بارزة فيها الأحد، بعد أشهر من محاكمتهم غيابيًا، لما قالت إنه مخالفة أنظمة ولوائح الجماعة، والمفصولون هم: الدكتور رحيل الغرايبة والدكتور نبيل الكوفحي وجميل الدهيسات. يذكر ان القياديين المفصولين محسوبون على ما يعرف بتيار (الحمائم) داخل جماعة الإخوان، فيما يسيطر على قيادة الجماعة "تيار الصقور أو المتشددين. وبينما رفضت قيادة الجماعة ممثلة بالمتحدث الرسمي باسم الجماعة زكي بني ارشيد، التعليق على القرار، قال القيادي الدهيسات في مبادرة (زمزم) "إن قرار الفصل يعتبر تصفية لأفكار وآراء مطروحة ويعبر عن حقد من الجماعة". إلى ذلك، أكدت مبادرة "زمزم" في بيان أصدرته، الأحد، مواصلة عملها السياسي وبناء نموذج لما وصفته بالفكر المعتدل، رغم صدور قرار بالفصل بحق قيادييها الثلاثة. قرار بائس وفي بيان لها، وصفت مبادرة (زمزم) القرار، ب"البائس والذي يعبر عن ضيق أفق،" فيما أكدت تلقيها القرار "بمشاعر الصدمة والقلق إزاء الإقدام على مثل هذا القرار البائس،" وقالت إنه "يخلو من الحكمة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الجماعة، إذ أنها أحوج ما تكون إلى لملمة الصف واستيعاب الخلاف". وجددت المبادرة تأكيدها بأنها أعلنت للقاصي والداني بكل وضوح وجرأة أنها تسعى إلى ايجاد الصيغ التشاركية القائمة على تعظيم مساحات التوافق وتقليل شقة الخلاف، بين جميع مكونات المجتمع السياسية والدينية والفكرية، من أجل الإسهام في حفظ هذا البلد واستقراره، والحيلولة دون الانزلاق إلى العنف والفوضى كما يجري في أغلب دول الجوار. وفيما اعتبرت المبادرة، القرار "إساءة" إلى نفر منها ممن يسعون جاهدين إلى تعزيز الوحدة الوطنية والفكر المعتدل، رأت بأنه يدل دلالة واضحة على أن هناك فئة ما زالت تعيش فكر العزلة والانغلاق والجمود الذي أدى الى خسران الجماعة كثيراً من ميادين التأثير والفاعلية، وعدم القدرة على قراءة المشهد بدقة، والعجز عن مواكبة العصر، ويعملون على صناعة الأعداء والخصوم.