اعترف قياديون بجماعة «الإخوان المسلمين» بالأردن، أمس الأحد، بأن قيادات الإخوان تعيش في "غيبوبة" وتتبنى فكرا متخلفا يعاني أشد المعاناة من العزلة والانغلاق والجمود بسبب إصرار تنظيم الإخوان بالأردن على فصل ثلاثة من قياداتها الذين شاركوا في إطلاق المبادرة الأردنية للبناء «زمزم»، في خطوة أثارت انتقادات وردود فعل شاجبة على مستوى بلدان وأقطار عربية وغربية. وأوضح – القياديون الإخوان «المفصولون»، من الجماعة بسبب تبنيهم مبادرة تتمثل في فكرة الدولة المدنية بمرجعية قيمية إسلامية مبادرة - أن هذا الفكر «المغيب والمنعزل»، أدى إلى خسران الجماعة كثير من ميادين التأثير والفاعلية وعدم القدرة على قراءة المشهد بدقة والعجز عن مواكبة العصر، كما أنهم يعملون على صناعة الأعداء والخصوم. وقال القيادي الإخواني «المفصول»، جميل دهيسات، في تصريح خاص لقناة «سكاي نيوز عربية»، الإخبارية بثته مساء أمس الأحد إن مبادرة تضم مجموعة من الشخصيات الأردنية من مختلف الأطياف والتيارات وبعضها من ينتمي إلى الإخوان»، مضيفًا أن المبادرة ترمي من خلال الأفكار التي طرحتها إلى الخروج برؤية موحدة بغية خدمة الأردن وتفادي الأزمات التي تشهدها المنطقة. وأوضح «دهيسات»، أن جماعة الإخوان المسلمين بالأردن لم تعرب عن أسباب رفضها لأفكار المبادرة، إلا أنها أقدمت على اتخاذ قرار فصل قياديين بالجماعة متذرعة بأنهم يسعون إلى تأسيس حزب وتنظيم جديد. وأشار «دهيسات»، إلى أن القيادات الإخوانية المشاركة في مبادرة «زمزم»، أكدت للجماعة مرارا أنهم ليسوا بصدد الانشقاق، وأنهم يسعون من خلال هذه المبادرة إلى الابتعاد عن «المناكفة»، إلا أن جماعة الإخوان أصرت على موقفها. وكان بيان صادر عن المبادرة وصف قرار الفصل، الذي شمل دهيسات بالإضافة إلى القياديين رحيل غرايبة ونبيل الكوفحي، بأنه "بائس"، ويعبر عن ضيق أفق وقصر نظر، كما أضاف البيان أن القرار يخلو من الحكمة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها جماعة الإخوان، إذ أنها أحوج ما تكون إلى لملمة الصف واستيعاب الخلاف. وأوضح أن القرار يشير إلى أن «هناك فئة ما زالت تعيش فكر العزلة والانغلاق والجمود»، وأن هذا الفكر «أدى إلى خسران الجماعة كثيرًا من ميادين التأثير والفاعلية، وعدم القدرة على قراءة المشهد بدقة، والعجز عن مواكبة العصر، ويعملون على صناعة الأعداء والخصوم». يذكر أن هذه المبادرة تتبنى فكرة الدولة المدنية بمرجعية قيمية إسلامية، وترتكز على مفهوم أن الإسلام يمثل إطارًا حضاريًا واسعًا للأمة كلها، وهي تستهدف تضييق شقة الخلاف بين الإخوان المسلمين والحكومة الأردنية.
