زراع: كشفت عن نظام أعمى منزوع الرحمة والإنسانية.. عيد: كلابشات ذهب لم نرها بيد السفاح مبارك محمدين: كلابشات ذهب أنجبت حرية
وكأن ثورة لم تقم وكأن أنظمة لم تسقط فعلى الرغم من إحياء الشعب المصرى للذكرى الثالثة لثورة ال25 من يناير تلك الثورة المجيدة التي قامت على نظام أفسد الحياة بمصر المحروسة وسلب منها الحريات والإنسانية لم تختف مشاهد ضياع حقوق الإنسان التي رفعت من أجلها ثورة يناير شعار: "عيش حرية كرامة إنسانية" وضحت بدماء خيرة شبابها من أجل تلك الشعارات. ففي أحد عنابر مستشفى الزيتون وبالتحديد فى قسم النساء والولادة تقبع ذهب حامد عبد الله السجينة ذات الثمانية عشر عامًا مكبلة بالكلابشات على سرير المرض بعنبر الولادة وبجوارها رضيعتها ليثير ظهورها بتلك الصورة صدمة كبيرة وحالة من الجدل والغضب فى أوساط المعنيين بحقوق الإنسان والحريات فى مشهد لم يسبق أن رأيناه حتى فى أفلام السينما بعد أن أمرت النيابة بنقلها للمستشفى بعد أن جاءها ألم المخاض لتضع طفلتها "حرية" هناك، ويتم وضع القيود والكلابشات فى يدها وكأنها مجرمة كبيرة مطلوبة للعدالة بحسب حديث زوجها الذي أكد أن الحظ العثر ألقى بها فى محيط مظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين فى يوم 14 يناير الماضي، ليتم الزج بها خلف القضبان بتهمة القيام بأعمال شغب والمشاركة في تظاهرة بدون ترخيص وأنه تقدم بصحبة محامية بالأوراق التي تؤكد أنها كانت فى طريقها للطبيب المعالج بمنطقة الساحل بالقرب من محيط التظاهرة. واستنكر حقوقيون ونشطاء تلك الواقعة حيث أبدى الناشط الحقوقي محمد زارع، المدير التنفيذي، مدير المنظمة المصرية للإصلاح الجنائي، اندهاشه من مشهد المعتقلة ذهب عبد العال، التي وضعت طفلتها داخل مستشفى الزيتون ويدها مسلسلة ب"الكلابشات"، مؤكدًا أنه لا مانع من الحراسة ولكن ما حدث جريمة بحق المعتقلة وطفلتها، ومخالفة للقانون والدستور. وأضاف زارع فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الدستور كفل للسجين معاملة آدمية من أجل إصلاحه وليس إهانته، مشيرًا إلى أن التعسف والقمع يزيد الأمر تعقيدًا، وأشار إلى أن ما حدث يدل على أن النظام أعمى وليس لديه رحمة ولا إنسانية. وأوضح أن الدولة عندما تخطئ تكون الجريمة مضاعفة، ويجب أن تتوقف كل التجاوزات التي تمارسها الدولة بحق المعتقلين، محذرًا أنه حال عدم تطبيق القانون وترك سياسة العقاب التعسفي فإن ذلك يبشر بتحويل الصراع السياسى إلى عنف شديد كما حدث فى التسعينيات والذي لم توقفه ممارسات النظام القمعية، مشددًا على ضرورة الاحتكام للقانون وليس للعنف. فيما قال الناشط الحقوقي جمال عيد، مؤسس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، معلقًا على مشهد تقيد إحدى المتهمات داخل المستشفى خلال ولادتها، قائلاً: "لم أشاهد السفاح حسني مبارك مقيدًا بالكلابشات وهو متهم بقتل الآلاف خلال حبسه"، وأضاف عيد فى تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لكن شاهدت متهمة بالتظاهر تلد وهي مقيدة بالكلابشات". وسخر هيثم محمدين، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيون الثوريون، من الكلابشات المقيدة لأيدي ذهب قائلاً: "حطوا ذهب فى الكلابشات.. جابت "حرية" يا ضباط.. إيد ذهب مربوطة بحديد.. و"حرية" مولود جديد". فيما أكد المتحدث الإعلامي لوزارة الداخلية أن المتهمة "ذهب" يتم فك الكلابشات عنها كلما طلبت الذهاب إلى دورة المياه أو إرضاع صغيرتها وأرجع سبب الكلابشات لأن الغرفة الموجودة بها مخصصة للنساء فقط ولا يمكن أن يتم وضع عسكرى لحراستها فى تلك الغرفة بأي حال من الأحوال لذلك كانت الكلابشات لكونها متهمة وعلى ذمة تحقيقات قضية.