هدَّد رئيس لجنة الشئون الخارجيَّة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري بتشديد العقوبات على السودان, إذا عرقلت الحكومة السودانيَّة تنظيم الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. وقال كيري, أمس السبت من السودان: "أريد أن أكون واضحًا, نريد أن تنظّم الحكومة الاستفتاء في موعده, وأن تحترم قرار الجنوب". يأتي ذلك بعد أن لوَّحت أمريكا في وقت سابق بأنها تعتزم تخفيف العقوبات الاقتصاديَّة المفروضة على السودان لتستثني المعدَّات الزراعيَّة. وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبيَّة، التابع لوزارة الخزانة الأمريكيَّة: "قد تصدر تصاريح محدَّدة على أساس كل حالة على حدة تسمح بالتصدير التجاري، أو إعادة التصدير لمعدات زراعيَّة وخدمات مصدرها الولاياتالمتحدة إلى السودان". وأضاف كيري أمس: "على الولاياتالمتحدة أن تساعد الجنوب والشمال في التوصُّل إلى مسار سلمي يقود نحو المستقبل". وفي السياق, قال المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جريشين: إن محادثات أديس أبابا التي ستجري يوم الأربعاء المقبل, قد تكون واحدةً من الفرص الأخيرة للاتفاق على إطار عمل للتصويت. وأضاف جريشين: ليس هناك وقت زائد يهدَر, ويجب على الطرفين أن يكونا مستعدين للمجيء إلى أديس أبابا بموقف قابل للتسوية. ومن المقرَّر أن تناقش جولة مباحثات جديدة في أثيوبيا, والتي ستضمُّ وفد الاتحاد الإفريقي برئاسة رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي، القضايا العالقة التي لم تحسمْ بين "المؤتمر الوطني" و"الحركة الشعبيَّة" من بينها قضية "أبيي"، خلال الجولة السابقة. وفي الأسبوع الماضي، حذّر الجيش السوداني من المخطَّطات الرامية إلى نشر قوات دوليَّة في منطقة عازلة بين شمال السودان وجنوبه، قبل الاستفتاء، معتبرًا أن هذا الطرح لا يعبِّر إلا عن "جهل بمجريات الأحداث الحقيقيَّة في السودان أو تحرشًا يستهدف استقراره وسلامته". وقال المقدم الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلَّحة السودانية: "تصب في خانة تأزيم الموقف والتصعيد،" مضيفًا في حديث لوكالة الأنباء السودانية: إنّ لدى القوات المسلحة "القدرة على التعامل مع أي أحداث تمس أمن وسلامة المواطن في الشمال أو الجنوب". ومن المقرّر أن يصوت جنوب السودان في التاسع من يناير القادم على الانفصال أو الوحدة مع الشمال، بينما سيصوت سكان إقليم "أبيي" للانضمام إلى الجنوب أو البقاء مع الشمال، وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من اتفاق "نيفاشا" للسلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب لإنهاء الحرب عام 2005.