سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. ملتح: دخنت السجائر في رمضان خوفًا من الأمن "اللحية" و"النقاب" يدفعان فاتورة الغضب الشعبى ضد"الإخوان" منتقبة: لن أخلع النقاب إلا فى قبرى.. وملتحٍ: بكيت دموعًا بعدما حلقت لحيتى مضطرًا
أن تكون بلحية فى الليل وبدونها فى الصباح .. أن تتخلى عن سنة مؤكدة .. أن تخلع المرأة النقاب حتى لا تتعرض لمضايقات.. أن يشعر الشاب الملتحى بأن حياته معرضة للمخاطر فى كل لحظة وأن اعتقاله أصبح وشيكًا.. هذا هو حال الرجل الملتحى والمرأة المنتقبة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى وفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. رغم أن اللحية هى سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تخلى عنها الكثير فى الفترة الأخيرة ليس برضاهم ولكن مجبرين على ذلك خوفًا من البلطجية الذين دائمًا ما يتعرضون لهم بالمضايقات سواء الكلامية أو البدنية أو من الجهاز الأمنى الذى يقوم بملاحقة معظم الملتحين فى الفترات الأخيرة . وفى إطار ذلك رصدت "المصريون " المضايقات التى يتعرض لها الملتحين والمنتقبات فى الشارع المصرى بعد عزل الرئيس مرسى وفض اعتصامى رابعة والنهضة وإعلان النظام الحاكم الحرب على ما يسميه بالإرهاب . فى البداية تقول إيمان إبراهيم مدرسة منتقبة وتقيم بالمعادي: أتعرض يوميًا لمضايقات من زملائى فى العمل الذين يحملون الملتحين والمنتقبات كل ما يحدث فى مصر الآن رغم أن الجميع شركاء فى الوطن وأن النقاب هو حرية شخصية وحق للجميع هذا بالإضافة إلى النظرات المريبة لى من المواطنين فى الشارع وأن زوجى أيضًا قام بتقصير لحيته. وتقول أمل مجدى منتقبة 45 سنة ربة منزل وتقيم بجوار مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر: المنتقبات يتعرضن لمضايقات شديدة فى وسائل المواصلات حيث تعرضت لتفتيش ذاتى فى مطار القاهرة دونًا عن باقى المسافرين مما جعلنى أشعر بأننى غريبة فى مصر حيث إن المنتقبات فى مصر الآن تتم معاملتهم مثلما تتم معاملاتهم فى أمريكا مثلاً بالرغم من أن مصر دولة إسلامية، ولن أخلع النقاب مهما كلفنى الأمر سواء كانت نهايتى القبر أو السجن حيث أصبحت أشعر بالخوف من الذهاب إلى المسجد هذه الأيام بعدما كنت أتعلم التجويد فى أحد المساجد خصوصًا بعد حرق مسجد رابعة العدوية. فيما تقول زينب مصطفى منتقبة 60 سنة وربة منزل وتقيم بمنطقة عين شمس بالقاهرة تعرضت لموقف لن أنساه أبدًا ففى أحد المواصلات العامة واجهنى شاب يبلغ من العمر ستة عشر وصرخ فى وجهى وقال لى أنتى إرهابية وذهلت من هذا الكلام ووقعت هذه الجملة كأنها رصاصة سكنت صدرى وعندما سألت هذا الشاب لماذا أنا إرهابية ؟ فجاوبنى بالقول بنعم لأنكم تأخذوا الدين ستار لأعمالكم الإرهابية ودائما تمثلون دور الطيبة على خلاف حقيقتكم فقلت له سامحك الله على ما قلت . ويشير المهندس أحمد مجاهد 28 سنة ملتحٍ من بولاق تعرضت فى الفترة الأخيرة إلى عدة مواقف مؤلمة وذلك بسبب إطلاق لحيتى منها أنه دائمًا عندما ينظر لى الشباب فى محطات المترو على إننى إرهابى ويتغامزون فيما بينهم ببعض الكلمات مما يشعرنى دائما بسوء واشمئزاز ، فقد تعرض أخى إلى الاعتداء من قبل بعض البلطجية أمام محطة مترو سراى القبة وكل قضيته أنه ملتح وذلك أثناء مرور إحدى المسيرات المؤيدة للرئيس السابق محمد مرسى بالرغم أنه لم يكن مشاركًا فيها من الأساس، حيث لن يحلق لحيته حتى لو دفع عمره ثمنًا لذلك. ويقول مصعب الرحيمي، مدرس ملتحٍ 30 سنة ويقيم بالزاوية الحمراء، إن الأمر الآن أصبح أكثر خطورة مما قبل، فالأمور تعدت مرحلة المضايقات الكلامية أو حتى التعدي بالضرب، فالمسألة الآن أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا، وهو عودة الاعتقالات العشوائية مرة أخرى وعودة زوار الفجر، فقد تم اعتقال خمسة من الملتحيين غير المنتمين إلى أي أحزاب سياسية في قريتي الصغيرة وأنا أتوقع اعتقالي قريبًا، وذلك لأن كل من هو ملتحٍ مستهدف من قبل الأمن هذه الأيام. ويقول سيد مصطفي، ملتحٍ ويعمل ميكانيكي ويقيم بمنطقة شبرا الخيمة: "أتعرض يوميًا إلى مضايقات كلامية من شباب المنطقة أو غيرهم بقولهم لي "يا إخواني" أو "إرهابي" فقد كنت عائدًا إلى المنزل أنا وزوجتي تعرضنا إلى مضايقات شديدة ممن يسمون أنفسهم باللجان الشعبية فقد أوقفونى أنا وزوجتي لأكثر من أربع ساعات، وظلوا يتساءلون "من أين أنتم وأين ستذهبون"، وغيرها من هذه الأسئلة الفجة التي لا تراعي حرمة المصريين". ويقول طارق محيى، سباك ملتحٍ ويقيم بمدينة السلام: "دائمًا أشاهد البلطجية يقومون بضرب أي شخص ملتحٍ أو امرأة منتقبة حيث يقومون بإنزاله من السيارة التي يستقلها ويعتدون عليه بالضرب ويلحقون أضرارًا بالغة بالسيارة ولا يفرقون بين شاب أو امرأة أو شيخ عجوز". ويقول محمود رشدي، ملتحٍ وعامل بإحدى الصيدليات وسط البلد ويقيم بحلوان: "بعد الخامس والعشرين من يناير وبعد زوال حكم مبارك أطلقت لحيتي، وذلك لأنه من المعروف أنه في أيام مبارك كان من يطلق لحيته تقوم مباحث أمن الدولة باعتقاله لكني أطلقت لحيتي بعد الثورة مباشرة لأني وجدت أن الخوف زال بعد زوال حسني مبارك ولكن بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة أصبح الملتحي أكثر الأشخاص تعرضًا للخطر حيث تعرضت للعديد من المضايقات سواء من البلطجية أو من رجال الشرطة فقد استوقفني أحد البلطجية وأنا عائد من عملي على أساس أنني منتمٍ إلى جماعة الإخوان المسلمين لكن بفضل المارة في الشارع تخلصت منهم. ومن أجل كل هذه المضايقات قررت وبحزن شديد أن أحلق لحيتي حتى لا أتعرض لمضايقات وكانت من أصعب اللحظات التي مررت بها في حياتي". ويقول مصطفي الشاوري، ملتحٍ يعمل في مجال المقاولات ويقيم بمحافظة أسيوط: "حلقت لحيتي لأن والدي أرغمني على حلق اللحية حتى أستطيع أن أذهب إلى عملي بالقاهرة، وذلك بعد ما كان يشاهده في وسائل الإعلام المختلفة من ضرب الملتحين واعتقالهم في السجون، مما اضطر والدي للضغط عليّ بأن أحلق لحيتي أو عدم السفر إلى القاهرة لاستكمال عملي. فكان من الطبيعي أن أسمع كلام والدي، خصوصًا أن كثيرًا من أصدقائي تمت مضايقاتهم أثناء السفر، وذلك بعد قيام قوات الشرطة بإيقافهم أثناء السفر بدون وجه حق، مما جعل الجميع يخاف من ذلك وعندما حلقت لحيتي بكيت بالدموع لأني قمت بعمل معصية وهي حلق اللحية وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم".
وقال مصطفي محمد ملتحٍ طالب بجامعة القاهرة ويقيم بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة: "أثناء مذبحة المنصة كنت متواجدًا في الأحداث فاتصلت بى والدتى خوفًا عليَّ فاضطررت إلى التوجه إلى بيتي إرضاءً لوالدتي ولم أجد أى وسيلة مواصلات حتى أصل إلى بيتي إلا أنه كانت توجد سيارة واحدة فركبتها للذهاب سريعًا لبيتي، وكان يوجد في الطريق عدة كمائن عسكرية وكانت القوات الأمنية تقوم المنية الاتقول بإنزال أي شخص ملتحٍ من السيارة وضربه وسبه وبعد ذلك اعتقاله فخفت كثيرًا من الاعتقال ولكي أتفادي ذلك قمت بالتدخين بالرغم من أنني كنت صائمًا وكنا في شهر رمضان. ويقول أيمن سليم، بائع متجول ملتحٍ ويقيم بالمطرية، إن قوات الشرطة اقتحمت منزل أحد أقاربه فجرًا لاعتقاله دون إذن من النيابة وعندما طلب معرفة أسباب اقتحام منزله تمت إهانته ولم يتم الرد عليه رغم أنه لم يهتم بالسياسة من الأساس وغير منتمٍ لأي حزب سياسي ولكنه شارك فقط في المظاهرات التي خرجت دعمًا للشرعية فور عزل الرئيس السابق محمد مرسي وأن كل تهمته أنه شاب ملتحٍ ليس أكثر من ذلك.