تابعنا ببالغ الاهتمام والترقب حوار الرئيس المصري الدكتور مرسي مع قناة الجزيرة، وقد أسهب الرئيس في تحليل المشهد المصري، وأنار الكثير من الجوانب المظلمة الغامضة، ولكن لا يكفي التحليل والتبرير، فشعب مصر يريد رؤية حلول عملية على أرض الواقع. فالمشهد المصري يزداد تعقيدًا وارتباكًا يومًا بعد يوم، نظرًا لتربص الكثير من العابثين بأمن مصر، وساعد على ذلك تأخر مؤسسة الرئاسة في اتخاذ القرارات الحاسمة، لإيقاف المزيد من الارتباك والتخبط الذي يشهده الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المصري. ولابد أن تخطو الرئاسة خطوات استباقية لحسم المواقف، ولا تنتظر الوقت الضائع لتتحرك ففي أحيان كثيرة يكون الوقت قد فات. وفي ظل هذه الحالة الهلامية غير واضحة المعالم أردت أن أوجه رسالة متواضعة من مواطن مصري بسيط إلى رئيس مصر الشرعي المنتخب. فحقيقة الأمر في مصر الآن تدعو إلى الحذر الشديد، ولابد من وثبة عمرية يقوم بها الدكتور مرسي لتصحيح مسار مصر سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا وإعلاميًا، وإلا فسيتسع الخرق على الراقع. تذكر سيدي الرئيس أن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، وأن مصر تحتاج إلى قوة في لين، ورفق من غير ضعف، وللأسف الشديد أن الكثيرين من المستهترين بمصالح الوطن يظنون الحلم ضعفًا، والرفق عجزًا. فأدرك مصر قبل أن تغرق ونغرق معها جميعًا، واعلم سيدي الرئيس أن التاريخ لن يسامحنا جميعًا، فقد كان الأمر بيديك وأنت المسئول عن هذه البلاد أمام الله ثم التاريخ، ولن يذكر التاريخ صنيع جبهة الإنقاذ، أو بعض من يحاولون هدم مصر، إنما سيذكرك أنت، لأن الله ملكك، وأعطاك القوة لإقامة العدل، وإشاعة الأمن. فما عذرك في سوء اختيار المعاونين والوزراء، هل عقمت مصر عن ولادة الفرسان؟ ما الذى يكبل يديك عن الأخذ بقوة، وإمضاء الحق، وردع الظلم والباطل. نعلم تمامًا أنك تمتلك القوة والشجاعة والحكمة، فلماذا تتأخر في وقت لا يتحمل التأخير؟! أنت رئيس كل المصريين فقم بواجبك، وانهض بهموم شعبك، فشعبك ينتظر منك الكثير، ويعول عليكم – برغم حملات التشويش والتضليل – والتى أنتم سبب فيها، لأنكم فرطتم في حقوقكم كرئيس لمصر فتجرأ السفهاء على رئيس مصر، وإن كان من حقك أن تتنازل عن حقوقك الشخصية فليس من حقك أن تتنازل عن هيبة مصر ورئيسها. عذرًا سيدي: أراكم وضعتم اللين فى غير موضعه، واستخدمتم الحلم مع من لا يستحق، فأصبح الأمر على المحك، ولابد من قول فصل تحمي به مصر وأمنها، فهم لا يتوقفون عن المكر والتدبير، وكل ذلك في رقبتك سيدي الرئيس. وأذكرك بقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال: – "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة". فهيا سيدي أعمل القانون بحزم وبحسم وبعدل، فالشعب يئن سيدي الرئيس، لا يأمن على عرضه وماله ونفسه. دع عنك هم النخبة، وانشغل بمن أعطوك ثقتهم، وينتظرون منك الحياة الهادئة الآمنة البسيطة، فآمالهم ليست كآمال النخبة، لا يفكرون في الحكم والكراسي، إنما يحلمون بلقمة عيش طيبة تسد جوعتهم، وكوب ماء نظيف لا يتسبب لهم في كبد ولا سرطان، وأمن يجعلهم يطمئنون على أعراضهم وأنفسهم وأموالهم، وهذا حقهم عليك، وليس هذا بكثير عليهم، فهم شعب مصر الطيب المبارك الذي يستحق كل جهد لإسعاده. سيدى الرئيس هذه زفرات قلب مهموم من أبناء هذا الوطن، عساك تسمعها، وتنتبه لها قبل فوات الأوان.