قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن مبلغ ال190 مليون دولار، التى أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى فى نهاية زيارته لمصر مؤخرا قد وافق عليه الكونجرس الأمريكى، وأن المساعدات تتدفق لمصر الآن، والمبلغ عبارة عن دعم مباشر للميزانية المصرية، وأنه قد تم تطبيق نفس الإجراء مع دول أخرى على مستوى العالم فى الحالات، التى تمر بها مصر. وحول رفض مصر لعرض صندوق النقد الدولى بشأن تقديم مبلغ طوارئ على المدى القصير، أوضحت نولاند، خلال المؤتمر الصحفى للخارجية الأمريكية اليوم، أن الصندوق لديه عدد من الأدوات المختلفة، التى يمكن أن يقدمها. وأشارت إلى أن المحادثات الأصلية تتعلق باتفاق كامل، وعندما أصبحت هذه المفاوضات صعبة، اقترح الصندوق على مصر النظر فيما يسميه الصندوق تمويل سريع، وهو حزمة أصغر، ولكن الحكومة المصرية فضلت المضى قدما بشأن التوصل إلى اتفاق كامل إذا كان يمكن التوصل إليه، ونوهت بأن بعثة الصندوق ستبحث ذلك مع مصر التى ترغب فى التوصل إلى اتفاق أكبر، وحثت الطرفين على الدفع فى هذا الاتجاه. ولفتت إلى أن الصندوق كان قلقا من أن يتطلب الاتفاق الأكبر المزيد من الوقت بالنسبة لمصر حتى تتمكن من اتخاذ الخطوات الصعبة المعنية به، وقالت: "إذا كانت مصر ترى أنها تستطيع اتخاذ هذه الخطوات الآن والتوصل إلى اتفاق، فإن ذلك سيكون شيئا جيدا جدا". وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة ترى، بصفتها مقرضا أو جهة مانحة رئيسية للحكومة المصرية، أن تقبل مصر التمويل السريع إلى أن يتم الانتهاء من التفاوض والتوصل إلى اتفاق كامل يعتبر حاسم الأهمية من أجل التعافى الاقتصادى فى مصر، قالت نولاند "إننا سنسترشد بصندوق النقد الدولى فى هذا الصدد، وبعثة الصندوق ستزور مصر، وإذا رغب المصريون فى التحمل وتطبيق ما يراه الصندوق ضروريا، وذلك فى سبيل محاولة إبرام اتفاق كامل، فإننا سنرحب بذلك، ولكن إذا لم يتمكنوا من ذلك وتوقفت المفاوضات مرة أخرى، فعندئذ سنشجعهم على النظر فى دراسة طرق أخرى للمضى قدما". وحول الوضع الأمنى والتنموى فى مصر، قالت نولاند إن هناك الكثير من دواعى القلق فى مصر الآن على المستويين السياسى والاقتصادى، ونوهت بأن كيرى أشار إلى ذلك بوضوح خلال زيارته إلى مصر مؤخرا. ونوهت بأن الحكومة المصرية رحبت بعودة بعثة صندوق النقد الدولى مرة أخرى والتى ستكون فى القاهرة الأحد القادم حسبما أعلن الصندوق، وأعربت عن أملها فى توصل الطرفين إلى اتفاق حول كيفية المضى قدما فى دعم الصندوق لمصر. وعلى الجانب الانتخابى، قالت نولاند "إن هناك قدرا كبيرا من القلق حول كيفية مضى الانتخابات قدما، حيث يتم الآن إجراء عملية مراجعة قضائية حاليا، ومحاولة لبناء توافق أكبر فى الآراء القانونية حول طريقة المضى قدما فى إجراء الانتخابات، وهذا أمر جيد، حيث إن هناك فرصة للمراجعة ويجب الانتظار لمعرفة النتيجة". وأكدت نولاند على تصريحات كيرى خلال زيارته إلى مصر بأنه: "من الضرورى جدا أن تتواصل الحكومة مع شريحة واسعة من المواطنين المصريين من جميع الأطياف بشأن الجانبين السياسى والاقتصادى على حد سواء، لأنه يجب أن يكون هناك المزيد من الوحدة حتى تتقدم البلاد إلى الأمام".
