قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن على كل من الرئيس محمد مرسي والمعارضة وقف محاولات نزع الشرعية وتدمير بعضهم البعض والتوصل لإتفاق حول دستور ديموقراطي وإنتخابات جديدة إذا كانوا يريدون تجنب الإنهيار الإقتصاي الذي يلوح في الأفق وسيناريو الفوضى المخيف. وذكرت الصحيفة في إفتتاحيتها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حرص على إيصال هذه الرسالة إلى نظيره المصري في إتصال هاتفي الاسبوع الماضي، وكذلك حمل وزير خارجيته جون كيري نفس الرسالة في زيارته إلى القاهرة، إلا أنه على ما يبدو لا يوجد أحد في مصر يرغب في الإستماع، على حد تعبيرها. وأضافت أن المشكلة تبدأ من إدارة الرئيس المنتخب محمد مرسي والذي أعلن مراراً دعمه للديموقراطية والسلام مع إسرائيل والعلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدة، كما عرض على المعارضة أكثر من مرة الجلوس على مائدة الحوار وأعرب عن إستعداده لتعديل الدستور الجديد أو حتى تشكيل حكومة جديدة كطريق للتسوية. ولكن على الواقع فإن الحكومة تبدو وأنها تسلك مساراً مختلفاً، بحسب الصحيفة. فقد قامت بتأخير تدابير ضرورية لتحقيق الإستقرا مثل زيادة ضرائب المبيعات، وإتجهت نحو وضع ضوابط جديدة على منظات المجتمع المدني من شأنها أن تسلبها إستقلالها عن الحكومة وتمنعها من تلقي أي تبرعات من مصادر دولية. وبدوره يقوم النائب العام الذي قام الرئيس مرسي بتعيينه بملاحقة الصحفيين والنقاد والفنانين بتهم واهية مثل إهانة الرئيس. وأضافت أنه على الرغم من تأكيدات مسؤولين بالحكومة أن الرئيس يعارض محاكمة الصحفيين فإن ذلك لم يثبت حتى الآن على الواقع. غير أن الصحيفة ترى أن قادة المعارضة أيضاً ليسوا أكثر إلتزاماً بمبادئ الديموقراطية من الرئيس، فبعد خسارتهم المتكررة في الإنتخابات الحرة والنزيهة التي دارت على مدى العامين الماضيين، فإن رموز المعارضة وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى لجأوا إستراتيجية هزيمة ذاتية بالمقاطعة. ولفتت إلى رفض المعارضة المتكرر لحضور جلسات الحوار الوطني التي يعقدها الرئيس مرسي، كما رفضوا مقابلة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وأعلنوا مقاطعتهم للإنتخابات البرلمانية القادمة. وقالت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية التي تتبعها المعارضة لن تؤدي لشئ سوى تسليم النظام السياسي الناشئ في البلاد بأكمله للإسلاميين. واستنكرت الصحيفة غضب رموز المعارضة من الولاياتالمتحدة بسبب دعمها للرئيس مرسي، معتبرة أنه من غير المعقول أن تعتقد المعارضة أن إدارة الرئيس أوباما قد تنضم إليهم في معركتهم المتعنته ضد الإسلاميين، وأنه من الطبيعي أن يدعم أوباما الرئيس المنتخب شرعياً، وفي الوقت نفسه يدفعه للتوصل إلى حل وسط مع معارضيه. وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها فعل الكثير لتغيير مسار الأحداث في مصر، ولكن الوقت حان لتستخدم واشنطن كل نفوذها للضغط على كلاً من الحكومة والمعارضة للتوصل إلى تسوية. كما أشارت إلى ضرورة الإسراع في التوصل لإتفاق مع صندوق النقد الدولي حول القرض البالغ قيمته 4,8 مليار دولار وذلك بعد أشهر من المفاوضات حول شروط العقد.