قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه ليس من الصعب على الغرباء أن يستوعبوا الواجب على حكام مصر فعله لتجنب الانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق وخطر الفوضى المرعب، مؤكدة على أهمية أن يتوصلوا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على القرض المقدر ب 4.8 مليار دولار. كما أوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أهمية أن يتوقف الرئيس الإسلامي «محمد مرسي» ومعارضيه العلمانيين عن محاولاتهم لنزع الشرعية وتدمير بعضهما البعض والتوافق على دستور ديمقراطي وانتخابات جديدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» و «جون كيري» وزير الخارجية الأمريكية قاما بتوصيل هذه الرسالة « إلا أنه لا يوجد أي دليل على أن أي شخص يستمع في مصر ».
أشارت الصحيفة إلى أن المشكلة تبدأ مع الحكومة، مضيفة أن « مرسي » عرض إجراء حوار مع المعارضة واقترح رغبته في تعديل الدستور الحالي أو تشكيل مجلس وزراء جديد كوسيلة للمساومة كما أعرب ل « كيري » عن آماله في إبرام اتفاق مع الصندوق خلال أيام، إلا أن الصحيفة ترى أنه عمليا فالحكومة تبدو وكأنها تتبع مسار مختلف.
كما قالت الصحيفة أنه من المحزن أن العديد من قادة المعارضة أظهروا عدم ولاء كبير بالمبادئ الديمقراطية، ضاربة أمثلة بالدكتور « محمد البرادعي » والسيد « عمرو موسى » العضوين في جبهة الإنقاذ الوطني اللذين اعتمدا إستراتيجية مقاطعة تعد هزيمة للذات ورفضا حضور الحوار السياسي بدعوة من « مرسي » ويقولا أنهما سوف يقاطعان الانتخابات البرلمانية، موضحة أنه من الصعب معرفة إلى أين من الممكن أن تؤدي هذه الإستراتيجية غير أن تحول النظام السياسي الناشئ كليًا إلى الإسلاميين.
أضافت الصحيفة أن بعض المعارضة يظهر وكأنها تريد من إدارة « أوباما » أن تشاركهم في حربهم العنيدة ضد الإسلاميين. إلا أن الصحيفة تؤكد على أن « أوباما » على حق بمحاولته العمل مع الرئيس المنتخب بشكل شرعي بينما يدفعهم نحو الوصول لحل وسط مع معارضيه؛ «إلا أن السياسة الأمريكية تظل مشوشة » فمعظم المعونة التي وعد «أوباما» مصر بها بعد الثورة تم تأخيرها مع استمرار المعونة السنوية.
في النهاية ترى الصحيفة إلى أن بالرغم من أن واشنطن لا يمكنها تغيير مسار الأحداث في مصر ولكن عليها الآن أن تستخدم جميع نفوذها للضغط على الحكومة ومعارضيها للتوصل إلى تسوية.