أعرب أحمد الجروان عضو المجلس الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس البرلمان العربي عن اعتزاز القيادة الإماراتية بمصر "أرض العروبة الفائضة، وذات المكانة العالية"، ونقل اعتزازها بدور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مبديًا مساندة بلاده وأعضاء البرلمان العربي لكل تصريحات وتوجهات الأزهر. جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر لوفد من البرلمان العربي بالقاهرة الأحد، ضم إلى جانب الجروان كلاً من أحمد المشرقي، وسامية السيد أحمد من دولة السودان، والدكتورة عائشة المناعي من دولة قطر. وتجئ الزيارة بعد أيام من توجيه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات التحية إلى شيخ الأزهر بعد تصريحاته الرافضة لتدخل إيران في شئون الدول العربية بمنطقة الخليج. وإثر ذلك خرجت دعوات لتوسيط شيخ الأزهر لاحتواء الأزمة بين مصر والإمارات. غير أنه لم يتم الكشف عما إذا كانت زيارة وفد البرلمان العربي تأتي لاحتواء الأزمة، التي بلغت ذروتها عقب القبض على مجموعة من المصريين العاملين بالإمارة الخليجية بتهمة الانتماء ل "الإخوان المسلمين"، واستضافة الإمارات للفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر، المتهم في قضايا فساد في مصر. وترأس الإمارات البرلمان العربي في هذه الدورة. وقال رئيس البرلمان العربي، "إننا نسعى إلى إيجاد علاقات مع برلمانات الدول المحيطة؛ لتحقيق مصلحة المواطن والبعد عن إثارة الفتن، بالتعاون مع جامعة الدول العربية". فيما اعتبر شيخ الأزهر، أن قضية الخلافات العربية "تمثل داءً مستحكمًا لا يصب إلا في مصلحة الأعداء، فأساليب المكر وأصابع الصهيونية العالمية في القديم والحديث واحدة، ومنهجيتهم قائمة على سياسة "فَرِّقْ تَسُدْ"". وأبدى الطيب سعادته بزيارة الوفد التي وصفها بالتاريخية؛ لأنها تعدُّ أول زيارة من البرلمان العربي للأزهر. وأكد أن هناك تطابقًا بين رسالة الأزهر على المستوى العربي والإسلامي ورسالة البرلمان العربي؛ فكلاهما يتحدث عن صوت عربي إسلامي، والمهمات الملقاة على عاتق البرلمان العربي أكثر من أي مهمات على البرلمانات المنفردة لكل دولة؛ لأنَّ البرلمان العربي قضاياه عامة، أما البرلمانات الأخرى فقضاياها خاصة، ودائمًا العام أشق وأصعب. وقال إن دور الأزهر يتمثل في تحقيق السلام بين المصريين أقباطًا ومسلمين، ونشر ثقافة السلام في العالم كله، "فنحن نحاول أن نصنع السلام كرسالة لنا". وأوضح أن هناك تحديات كثيرة أمام البرلمان العربي تأتي في مقدمتها قضية المرأة العربية، وتحريرها من بعض العادات والتقاليد، والتي ترجع إلى ما قبل الإسلام، ولا تستند إلى شرع ولا دين؛ كإكراهها على الزواج، وحِرمانها من الميراث، ونحو ذلك، وعبر في الوقت ذاته عن رفضه تغريب المرأة وجعلها تسير وفق النموذج الغربي المنفلت من تعاليم الأديان. وأثار قضية الأطفال المشردين الذين بلغت أعدادهم حدًّا مخيفًا، ولا يلقون أي عناية أو رعاية، فضلاً عن قضية الأمية؛ "فلا يليق بالأمة العربية ذات الحضارة والتاريخ أن يكون بها هذا العدد من الأميين، ونحن خير أمة أخرجت للناس".