كتب شريف العبد في الأهرام ينتقد أوضاع الصحافة التي أصبح معها الصحفي مندوبا للوزارة في صحيفته بدلا من العكس ، حيث أن الأصل هو أن الصحفي يتابع أخبار الوزير وينشرها وفقا لتقويمه وليس وفقا لأهواء الوزير والمسئول ، وبالتالي فالصحفي من حقه أن ينقد الوزير وسياساته وقراراته. ثم يقول العبد " ولو تفحصنا إنتاج الصحفيين المهني فربما نجد ملفات كاملة خالية من كلمة نقد واحدة ، فهل نقول بناء على ذلك أن الصحفي أدى رسالته وراعى ضميره واحترم أصول المهنة ؟" هذا التساؤل الأخير ذكرني بالقيادات الصحفية التي تأبدت في مواقعها على مدى يزيد عن ربع القرن ، والتي لم يكتب واحد منهم كلمة نقد واحدة للمسئول الأول في مصر. وهذا يعني أحد أمور ثلاثة : إما أن الرئيس مبارك منزه عن الهوى على حد تعبير صفوت الشريف أو أنه معصوم من الخطأ ، والعياذ بالله ، أو أن إبراهيم نافع وسمير رجب وأمثالهما كانوا مندوبين للرئاسة في صحفهم التي تحملوا مسئولية إدارتها بأمانة ففرطوا في الأمانة ، وأنهم بالتالي لم يؤدوا رسالتهم ولم يراعوا ضميرهم ولم يحترموا أصول المهنة. إن القيادات الصحفية التي لم تكتب كلمة نقد واحدة ضد الرئيس مبارك ولم تردعه عن خطيئة من خطاياه في حق مصر، أولئك يجب أن تكشف حقيقتهم الأقلام الشريفة في مصر ليس بغرض التشهير، وإنما كجزء من حملة ضد النفاق الذي ينخر في جسد مصر كالسرطان . أرى أنه فريضة عين على كل صاحب قلم شريف ألا يتوقف عن عرض مقالات النفاق والتدليس الذي يخطها المنافقون في صحف مصر، لأنه فقط بهذه الإيجابية يمكن أن نخفف من حدة الأضرار الناجمة عن النفاق . أما أن تمر مقالات النفاق بلا تعليق ، فذلك يعني تلميحا بأنه لا بأس من هذه الظاهرة . سبب آخر مهم يدعونا للتشديد على مواجهة النفاق والتدليس، وهو رؤساء التحرير الجدد الذين أشك أن أحدا منهم وجه كلمة نقد واحدة للسيد مبارك أو لأي من مراكز القوى الفاسدة في مصر. يجب أن يقوم في مصر مرصد للنفاق يفضح كل قلم حقير ينافق أي مسئول سواء عن طريق صفحات الرأي أو الإعلانات أو الوفيات.