استنكر أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور رفض جبهة الإنقاذ لدعوة الحوار معها والتى أطلقتها الجمعية، وقالوا بأنها أكبر دليل على المساعى الفاسدة للجبهة ورغبتها فى استمرار الوضع الحالى للبلاد، ووصفوا الحوار المشروط بأنه يحدث فقط بين إسرائيل وفلسطين وليس أبناء الوطن الواحد. وأكد عمرو دراج، عضو الجمعية التأسيسية للدستور، أن دعوة الحوار تهدف للتأكيد على أهمية معرفة نقاط الاتفاق والاختلاف وكيفية التوافق الوطنى بين القوى السياسية حتى لا نقضى على الثورة بخلافات لا قيمة لها. وأوضح أن الدعوة شملت نفس هذا الحديث وقدمت دعوة الحوار عن طريق رغبتنا فى معرفة الخلاف وكيفية الاتفاق على النقاط الخلافية فى الدستور. وقال يونس مخيون، عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، إنهم توقعوا رفض جبهة الإنقاذ الوطنى للحوار والجلوس معهم على مائدة واحدة، خاصة أن الخلاف لا يتعلق بالمواد الخاصة بالدستور أو أى أمور موضوعية تتعلق بالنصوص، ولكن الخلاف سياسى وللبحث عن السلطة حيث تريد جبهة الإنقاذ تعطيل الرئيس وإغراق البلاد فى فساد مستمر واستمرار العبث بمؤسسات الدولة. وأضاف مخيون: "تتبعت كل الخطابات التى قالها أعضاء جبهة الإنقاذ خاصة البرادعى وصباحى ولم أجد أى مبررات موضوعية ومنطقية فيما يخص رفضهم للدستور القادم"، وقال إن الدعوة التى قامت بها التأسيسية ذكاء لإثبات أن الجبهة لا تريد الحوار وإنما تريد التعويم وإحداث إرباك سياسى وهو ما كشفهم أمام الشارع المصرى، مشيراً إلى أن رفض جبهة الإنقاذ دعوة الحوار التى أطلقها الرئيس قبل بدء الاستفتاء أكبر دليل، خاصة أنها جاءت استجابة للدكتور محمد للبرادعى الذى طالب الرئيس بتقديم دعوة منه لجبهة الإنقاذ ولكل القوى السياسية. وعلق المستشار ماجد شبيطة، عضو الجمعية التأسيسية للدستور، بأن حديث الجبهة عن شروط قبل الحوار دليل على الطريقة السيئة التى تتعامل بها، مشيرًا إلى أن الجبهة تضع شروطاً وكأنه حوار بين إسرائيل وفلسطين وليس بين أبناء الوطن الواحد. وأوضح أن الحوار مع الجبهة كان سيتناول كل نقاط التوافق والخلاف على الدستور المقبل، وكان من المزمع إرضاؤهم بأى شكل من الأشكال حتى تسير الأمور ولا يحدث هذا الاختلاف الذى نراه حاليا. وعن ردة فعل الجمعية بعد رفض الحوار معها قال شبيطة: "لسنا طرفاً فى الصراع وقدمنا الدعوة ولا يهم أنهم رفضوا إلا أنهم يثبتون للشارع أنهم غير قادرين على قبول الآخر والتحاور معه، وفى النهاية من يعارض بلا سبب أو يعيق التقدم فسيندم بكل تأكيد لأن التاريخ لا ينسى".