انهيار عقار حارة محمود الديب في الزيتون في القاهرة، مساء أمس، المكون من 4 طوابق، أسفر عن مصرع ضحية واحدة، لرجل في أواخر الأربيعنات من العمر، كان يطل من البلكونة، قال الأهالي إنه رفض الذهاب مع أسرته للاصطياف وظل وحيدًا حيث كان الموت في انتظاره، فيما كانت جارته «العجوز» تطهو وجبة ساخنة وما إن نزلت إلى محل البقالة خاصتها حتى سقط العقار لتنجو من موت محقق، إلا أنها ظلت تبحث عن أشيائها تحت الأنقاض «عشان ألاقي هدوم ألبسها، ومرتبة أنام عليها في الشارع». تفاصيل انهيار عقار الزيتون منزل ملاصق للعقار المنُهار، كان المتضرر الوحيد، إذ سقطت إحدى شرفاته، ما أدى إلى إخلاء قوات الأمن للمنازل المحيط للمنزل المنكوب حرصًا على سلامة قاطنيها، لحين الانتهاء من رفض الأنقاض وفحص المنازل وحالاتها، والتأكد من سلامتها. بدموع تسبق كلامها، روت الحاجة «هويدا»، ل«المصري اليوم»، أنها كانت في شقتها قبل انهيار المنزل محل سكنها، تعد وجبة الغداء لها وزوجها صاحب ال75 عامًا، إذ كان في انتظار مجيئها بمحل البقالة ملكهما، بينما نجليهما كلا منهما في عمله، وما إن تناولا الطعام حتى سمعا صوت «طقطقة» أعقبه غبار كثيف غطى سماء المنطقة بأكملها، وسادت حالة من الهرج والمرج، بعدها توجهت إلى منزلها حيث وجدته «كوم تراب»، ليمنعها الأهالي من رمي نفسها على الحجرة والبحث عن ما تبقى ما أثاث ومتعلقات الأسرة. قصة ضحية انهيار عقار الزيتون المٌسنة، تواصل حكيها، وهي تشير إلى شباب لرفع مرتبة سرير، كانت تنام عليها، أنها تسكن بالعقار منذ 5 سنوات، ولم تكن حالته سيئة «زيه زي أي بيت في المنطقة»، مشيرةً إلى أنها لا تعرف سببًا لانهياره المفاجئ، وتقول إن جارها «ناصر»، 47 عامًا، أب لابنة وحيدة، وكان يسكن مع والديه بالشقة التي تعلوها، ورفض الذهاب معه أسرته للاصطياف ليجلس وحيدًا، إذ تلقى أفراد عائلته الخبر المشؤوم وعادوا على وقع الكارثة، وعثرت قوات الحماية المدنية على جثمانه وسط الأنقاض. «هويدا»، الناجية من الموت، تروي أن العقار المنكوب لا يقطنه سوى أسرتها وأفراد عائلة «ناصر»، الضحية، والطابقين الأخيرين كانا خاليان من السكان، إذ طالعت جارها يطل من الشرفة قبل نزولها إلى الشارع قاصدة محلها. رفض الأنقاض مستمر أسرة «ناصر»، حضرت إلى موقع العقار المنهار، وكادوا لا يصدقون، ثم توجهوا إلى أحد المستشفيات لاستلام الجثمان، عقب تصريح النيابة العامة بدفن الجثمان. بالتوقيت الحالي، لا تزال قوات الحماية المدنية تواصل عملها لرفض الأنقاض. البداية، كانت بتلقي أجهزة الأمن بلاغًا بسقوط عقار سكني في الزيتون، وبانتقال قوات الشرطة رفقة الحماية المدنية والإسعاف، عثر على جثمان رجل أربيعني، نٌقل إلى ثلاجة حفظ الموتى، تحت تصرف النيابة العامة.