أظفار أو أظافر وأنياب الديمقراطية تعبير قاله الرئيس الراحل السادات عندما اتخذ إجراءات استثنائية حتمت عليه الظروف اتخاذها. ومع الفارق الكبير بين ديمقراطية مصر الحالية التي تجعل مصليًا ينتقد بشجاعة رئيس الجمهورية وسط حراسته أثناء صلاة الجمعة الماضية، وبين ديمقراطية السادات التي كانت "ديكورًا" لتجميل وجه النظام، فإن لتعبيره ذاك قدرًا كبيرًا من الوجاهة لا سيما عندما نرى الإساءات الحالية التي تصطبغ بها وسائل الإعلام دون رادعٍ أخلاقي وقانوني، وكل منها تتبجح بأنها لا تخاف. أظافر وأنياب الديمقراطية تتمثل في تطبيق القانون فورًا على المسيئين، فأنا لا أتصور مثلًا أن يقلب عمرو أديب وجهه فيتحول إلى شبح ليل ويطلق لسانه بالبذاءات ضد الآخرين فيتحول إلى شبيح وقاطع طريق من قناة غير مصرية أقل ما يمكن أن نتهمها به أنها تنشر الفتنة عن طريق لسان أديب الطويل! ما هي معايير الإعلام والصحافة المهنية التي تنطبق على عمرو أديب؟!.. هل وصفه للإسلاميين بأنهم "خرفان" فيه أي معيار صحفي وأخلاقي، ولماذا تسمح له القناة غير المصرية بذلك منطلقًا من القاهرة؟! القانون لو طبق على القذف والسب الذي قام به عمرو أديب لكان رادعًا له ولغيره. أي واحد ممن وصفهم بالخرفان يستطيع أن يقطع لسان عمرو أديب إذا تركنا المجال لقانون الغاب وعلقنا العمل بالقانون الطبيعي بدعوى الديمقراطية وحرية الإعلام.. لسانه ليس بعيدًا عن متناول من أساء إليهم خلال دقائق ردح غير طبيعية تميزت بوجه مقلوب عبر به عن حالة داخلية نفسية متشنجة وحركات أصابع لا تخرج من إنسان في السراية الصفراء! أظافر وأنياب الديمقراطية لا أقل من أن تغلق بث هذه القناة من مصر، وقد أغلقها النظام السابق في آخر عهده، ليس لأن عمرو أديب كان يمتلك جرأة نقده، ولكن لأنه بذيء اللسان بالفعل ومضطرب السلوك بالشكل الذي ظهر عليه في وصلة "الخرفان".. لعمرو أديب الحق في أن يعارض لكن معارضته للأسف الشديد تفتقد إلى المهنية والذوق السليم، شتّام هجّام لا يستحق وصفه بالإعلامي أو الصحفي. وإذا ترك على حاله دون سلطان القانون فلن يتركه الذين يشتمهم ويصفهم بالخرفان وبأصحاب الجزم "المقيحة".. فإذا لم يكن حريصًا على نفسه ولا يخاف أحدًا فإن واجب المجتمع أن يخاف على المجانين ويخاف منهم على الناس، ولذلك يعزلهم في الأماكن المخصصة لهم! إذا كان هذا هو أديب فما الذي جعل باحثًا جيدًا هو ضياء رشوان يسقط نفسه في قاع سحيق ويجلس كدوبلير لمدعي إعلام لا يملك من أدواته شيئًا، وليس له إلا لسان طويل يأتي بفواحش الألفاظ؟! [email protected]