هل انهزم الاسماعيلي من المقاولون بسبب أن لاعبيه أقل مستوى، أم لأن جهازه الفني ضعيف وأقل من أن يدير مثل هذه المباريات؟!.. لقد أضاع الاسماعيلي فرصة تاريخية ليلعب المباراة النهائية في كأس الكونفيدرالية الأفريقية ربما لن تتكرر مرة أخرى وهو يلعب معظم مبارياته في مصر، أضاعها أمام فريق ينهزم من طوب الأرض في الدوري المحلي ولم يستطع حتى أن يتفوق على نادي المونيوم نجع حمادي الصاعد من الدرجة الأولى. بالتأكيد أصبح فريق "دولفين" النيجيري هو الأقرب جدا للصعود للمباراة النهائية، فآخر مباريات المجموعة التي يتزعمها سيلعبها مع منافسه الأقرب "الاسماعيلي" في نيجيريا واعتقد أنه قادر على الفوز بها، ليس لأن الاسماعيلي فريق ضعيف، ولكن لأنه فريق بلا مدير فني قادر على قراءة الخصوم واللعب على اوراقه الرابحة! تعالوا نقارن بين الطريقة التي لعب بها المقاولون بقيادة غانم سلطان، وتلك التي لعبها عماد سليمان.. بين تغييرات هذين المدربين وتوقيتها. سنجد أن الاسماعيلي لعب بلا خطة وبلا روح أيضا. ظل سليمان على كسله في التغيير وكأنه نائم يحتاج إلى من يصحيه أو يرش عليه وجهه الماء البارد.. شكله وهو جالس مثلنا يشاهد المباراة يوحي بأنه بالع حبتين منوم، لا يبدو عليه أي تركيز كأنه لم ينم عدة ليال! إنه مدرب يشعرك دائما بالاحباط.. ففي الوقت الذي يحتاج فيه الفريق إلى دم جديد يدفع فيه الروح، نرى هذا المدرب البائس ينظر إلينا كأنه يطلب منا نحن أن ننوب عنه ونقوم بالتغيير. وعندما يمضي الوقت وتقترب المباراة من نهايتها يقوم بالدفع بيوسف جمال! ماذا يفعل هذا المدرب بفريقه.. هل يستعيض عن التدريب بلعب الدومينو وشرب الشاي "والذي منه"!.. لقد أصبح الاسماعيلي بلا لياقة بدنية وهو ما حذرنا منه مرارا بعد أن رأيناه فريق الشوط الواحد في المباريات السابقة، فإذا به في هذه المباراة ليس فريق الشوط الواحد، بل ولا يصلح للعب سوى دقائق محدودة ثم يحط به التعب والارهاق! لقد أطاحت تغييرات غانم سلطان الذكية بكل أحلام عماد سليمان علمه المحدود في التدريب وخبرته الصغيرة. في التوقيت المناسب دفع بالمهاريين أحمد فرغلي ونبيل أبو زيد ليفاجئا الاسماعيلي بهجوم معاكس. بينما عماد يجلس قليل الحيلة، يفكر ويفكر ويفكر، والجمهور الاسماعيلاوي المسكين يغني "ظلموه.. ظلموه" وهو يقصد بالطبع مدرب فريقه ضعيف الشخصية، الذي استيقظ من نومه الطويل فوجد نفسه مديرا فنيا للاسماعيلي رغم أنه لا يملك أن يفرض كلمته على أي لاعب، ولهم الحق فقد اكتشفوا أنه لا يجيد التدريب ولا وضع خطط المباريات ويعجز عن اختيار تشكيل جيد، ويهمل تماما تدريبات اللياقة البدنية، وليست عنده أي جمل تكتيكية يقوم بتحفيظها للاعبين! منك لله يا صلاح عبد الغني فأنت الذي جئت بهذا المدرب الصغير وجعلت منه مديرا فنيا لثالث أكبر الأندية المصرية. إن التدريب علم وفن ودراسة ولا يأتي في يوم ليلة، فما هي دراسات العمدة التي تؤهله لهذا المنصب الرفيع.. كيف يمكن أن نجعله ندا لفاروق جعفر ومانويل جوزيه وهما اللذان يدربان القطبين المنافسين للاسماعيلي في الدوري المحلي؟! إن ما فعله صلاح عبد الغني رئيس الاسماعيلي بتثبيت سليمان مديرا فنيا خطأ لا يغتفر، وثمنه الوحيد أن يستقبل هذا المجلس المعين، فقد أثبت أنه دون القدرة على إدارة هذا الصرح العملاق! على سليمان أن يرحمنا ويرحل عن الدراويش.. لقد طلبت في آخر مقال لي عنه اعطاءه الفرصة وعدم التشويش عليه وهاجمت العميد محمد عبد العظيم عندما تردد أنه يفكر في مدير فني أجنبي. لكن الحقيقة أن عماد سليمان وكما قلت في عدة مقالات أخرى ليس لديه ما يقدمه للاسماعيلي، وسيقود الفريق لكارثة، خاصة أن اللاعبين يعاملونه على أنه كابتن لهم وليس مديرا فنيا أو مدربا وتلك مصيبة كبرى! عندما كتبت مقالي متمنيا للاسماعيلي الفوز كنت أحس بالقلق والخوف لأنني لست واثقا في قدرة عماد سليمان وزملائه في الجهاز الفني على مجاراة غانم سلطان، ليس لأن الأخير مدرب فلتة وخبرة عظيمة، ولكن لأن "العمدة" لا يملك أدوات المدير الفني الكفؤ! لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، وكل ما نطلبه هو التحرك السريع للبحث عن بديل لعماد سليمان حتى ولو من المدربين المحليين، فرغم أنه ليس بينهم المدرب الجيد لكنهم على الأقل أفضل من مدرب ينام طوال المباراة ويصحو في الدقيقة الأخيرة باحثا عن محمد صلاح أبو جريشة ليدفع به ظنا أنه في بداية الشوط الثاني.. وهذا ما يحصل في مباريات الدوري!! [email protected]