الشكل العام لمباراتي الاسماعيلي وطلائع الجيش، ثم الزمالك والاتحاد في افتتاح الدوري العام وقبل أن نرى مباراة الأهلي، يعطينا احساسا بأن الزمالك أو الاسماعيلي هما خارج المنافسة على البطولة هذا الموسم، وأن الأهلي هو البطل المتوج مسبقا! رغم فوز الاسماعيلي فقد اتضح لنا أنه يلعب بدون شكل خططي، وأن المتعة التي كان يقدمها لنا غائبة.. افتقد اللعب من على الأجناب، والدفاع من السهل اختراقه بمهاجم قوي أو لاعب يعرف الطريق إلى المرمى. ليست هناك جمل تكتيكية على الاطلاق، وطوال المباراة لم نشاهد له سوى ثلاث ضربات ركنية وهو ما يعني انعدام الفعالية في الثلث الأخير من الملعب. والواضح أن عماد سليمان لن يستطيع أن يقدم جديدا للفريق، فخبرته القليلة تجعله لا يستفيد من العناصر المؤثرة المتوفرة لديه، فكيف يلعب الاسماعيلي على أرضه بدون رأس حربة صريح في الشوط الأول واكثر من 16 دقيقة من الشوط الثاني؟!.. هل من العقل أو المنطق أن يجلس بجانبه الجريشان الكبير والصغير لمجرد أنه يريد أن يلعب بروبرت اكوروي وهو ليس مهاجما صريحا وبعمر جمال الذي لا يجيد إلا كلاعب وسط مهاجم قادم من الخلف! كان من الأفضل أن يلعب بكل عناصره المؤثرة من البداية، وان يكون عمر جمال موجودا في ظل وجود اوكوروي ومحسن أبو جريشة، فالملاحظ أن خط وسط الاسماعيلي لم يكن فعالا ولم تصل منه كرة سليمة إلى المربع الأمامي، إضافة إلى أنه افتقد اللعب من على الأجناب الذي يعطينا احساس المتعة عندما نشاهد الاسماعيلي، فهو مثل البرازيل ليس مطالبا بالفوز فقط بل باللعب الجميل أيضا. ثم أنني أسأل: ما الحكمة أن يلعب أبو جريشة الكبير دقيقتين في نهاية المباراة.. هل أراد عماد سليمان أن يعطيه الفرصة، أم يرغب في تدميره رغم أنه لاعب خلوق مؤثر معنويا في فريقه حتى ولو كان خارج اللعب؟! من حسن حظ الاسماعيلي أنه كان يلعب أمام فريق مستواه البدني متدن، ولا يملك هجوما مؤثرا يستغل الحالة السيئة التي كان عليها دفاعه، لكن هذا يجب ان لا يعمينا عن الحقيقة وهي أن الاسماعيلي بهذا المستوى البدني والخططي والفني لن يستطيع المنافسة، وأن عماد سليمان في حاجة إلى دعم سريع ولو من المدربين الخبرة في الاسماعيلي وليس أحمد العجوز الذي لا يزال مبتدئا! أما الزمالك.. ففي ظل بوكير لن يزيد مستواه عن ذلك. لقد أفلت من هزيمة محققة لو أن أحمد صالح لاعبه السابق المطرود لم يطمع في الكرة التي انفرد بها امام الحارس وثلاثة لاعبين ومررها عرضية ليضعها أي لاعب اتحادي قادم من الخلف في المرمى الخالي! قلت سابقا إن خيبة بوكير أنه لا يقرأ المباراة جيدا فتأتي تغييراته بتأثير سلبي على فريقه، وهذا ما فعله عندما سحب طارق السيد ليلعب بدلا منه حازم امام، في حين أنه كان يجب أن يسحب طارق السعيد الذي لم يقدم أي شئ في المباراة، وأمنيتي ألا يلعب هذا السعيد أبدا فهو دائما تائه في المباراة، وقدمه محدوفة لأعلى ولذلك لا تخرج منه كرة سليمة. ثم كيف يلعب بوكير برأس حربة واحد وهو على أرضه وبين جمهوره!.. وحتى عندما لعب جمال حمزة رأيناه بعد قليل يسحب عبد الحليم علي الذي خرج غاضبا.. لم نر لاعبا فلتة في ذلك الوافد الجديد علاء عبد الغني، بل إن أحمد صالح الذي استغنى عنه الزمالك ليلعب للاتحاد أفضل منه بكثير فقد تسبب في هدف التعادل بعد ترقيصة بلدي لعبد الغني وكاد يحرز هدف الفوز للاتحاد. والعجيب ان الشوط الثاني أظهر لنا المستوى البدني الهابط للاعبي الزمالك رغم انهم لعبوا مباريات رسمية في الدوري الأفريقي، آخرها قبل أقل من اسبوع مع الترجي، يعني المفروض أنهم في الفورمة وبدأوا الموسم منذ فترة، على عكس الاتحاد الذي كان يجري في الشوط الثاني كأنهم فريق الكاميرون أو نيجيريا رغم انهم لم يلعبوا سوى مباريات ودية ضعيفة، وأن معظم لاعبيه يلعبون معا لأول مرة، كما أنه يعاني من عدم وجود البدلاء! عموما فقد الزمالك اول نقطتين في مشوار الدوري الطويل، وهو عودنا على أنه لا يستطيع التعويض. أما الأهلي فمن الصعب أن يخسر نقاطا وحتى لو خسرها فهو قادر على التعويض بجيش جرار من اللاعبين الموهوبين الذين يشتريهم كل موسم تاركا باقي الأندية ومنها الزمالك يلعبون بالرديف!