البعض من متعصبي الأهلي لا يريدون أن يقتنعوا بأن مهمة الناقد أن يقدم الحقيقة المجردة من كل العواطف، وأنه ليس مثل الجمهور تحكمه العواطف فيهتف عند الفوز ويلطم الخدود عند الهزيمة! لا يريد هذا البعض أن يصدق أن ناقدا يمكنه أن يتجرأ فيقدم التقييم الصحيح الذي لا يتوافق مع مزاج المشجع المتعصب الذي صدق أن الأهلي فوق الجميع، وهو شعار رفعته لائحة حسن حمدي في انتخابات مجلس الادارة الماضية، وهو خاطئ تماما من كل الوجوه، ليس اقلالا من شأن الأهلي، وإنما لا يصح أن يكون ناد رياضي فوق الجميع! فهذا الذي كتب مسفها رأيي وكتاباتي لم يشاهد المباراة إلا من خلف نظارة التعصب. ورغم أنه "يا دوب يفك الخط" فقد أفتى بأني غير جدير بالكتابة ما دمت لم أهلل لفوز الأهلي، ولم أقل كما قال الآخرون إنه "الفريق الذي لا يقهر"! ويا أيها الجهبذ ، لعلك قرأت ما كتبته الصحف عن الحزن الذي لف المعسكر الأحمر بعد انتهاء المباراة، وكيف خرج أعضاء مجلس الإدارة غاضبين!.. جوزيه كان صوته خفيضا ومتوترا يلفه الحزن بسبب مستوى الأهلي في الشوط الثاني، حيث انتقد اللاعب المصري بصفة عامة لأنه يطمئن مبكرا بعد أن يحرز هدفا أو هدفين ويظن أن المباراة انتهت فيتراخى، وضرب مثلا بمباراة مصر والكاميرون في تصفيات كأس العالم حيث كاد الفريق الكاميروني يتعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع بعد أن كان مهزوما بثلاثة أهداف نظيفة. حسام البدري لم يخرج أيضا من حالة الحزن والقرف ولخص ذلك في عبارة موجزة ودالة "أنا زهقان"! أيها الجهبذ .. إنك تعترض على عبارة "الثعلب كشف الأهلي".. لقد قرأت من المقال عنوانه فقط وجعلته سبيلك للقدح في موضوعيتي، ولم تكلف نفسك عناء قراءة المقال كاملا، ربما لأنك لم تنل شهادة محو الأمية بعد!.. لو قرأت المقال لعرفت انني تحدثت بموضوعية عن حالة الزمالك التي يرثى لها.. دفاعه المنهار، وخطوطه المقطوعة وانهياره بمجرد ولوج كرة في مرماه. لكني كنت موضوعيا أيضا عندما لم انسب ذلك لارتفاع مستوى الأهلي الذي قابل فريقا محطما مهزوما لم يستغل حالته، بل كان من الممكن أن يخرج مهزوما أمامه لو لم يحرز هدفيه السريعين في آخر الشوط الأول! والحقيقة أن مستوى الأهلي انكشف بالفعل، ليس أمام الزمالك الذي كان خارج الخدمة تماما قبل دخوله المباراة ومنذ لطمات حرس الحدود الخمس، ولكن أمام لاعب واحد مصاب ويلعب بربع لياقته وهو حازم امام! هذه الحقيقة أردتها تحذيرا للأهلي الذي ترشحه معطيات المباراة الأولى والمنطق للعب النهائي أمام النجم التونسي القوي ذي اللياقة العالية واللاعبين المهرة. فنحن كمصريين يهمنا أن يفوز بالكأس الأفريقية الفريق المصري الذي يلعب النهائي ، لأنه سيحمل اسم مصر عندما يلعب في أول كأس عالم للأندية والتي ستنظمها اليابان. وما دام الترشيح المنطقي لصالح الأهلي، فان الواجب علينا كنقاد ألا نكابر فنجعل منه النادي الذي لا يقهر ولا ينهزم، فمستواه في مباراة الزمالك يهدد فرصته في استعادة بطولة الأندية الأفريقية والظهور في اليابان! إن هزيمة "الزمالك" لم تفقدني عقلي كما يدعي القارئ " المهذب".. فالزمالك بالنسبة لي مثل الأهلي، كلاهما ناديان مصريان. ولم يكن أحد يتوقع أن يفوز فريق محطم مثل الزمالك حتى يفقد عقله. لقد قال جوزيه إن فريقه فرط في فرصة ضمان التأهل للنهائي لأنه لم يستغل حالة الزمالك المنهارة التي سبقت المباراة والتي لن تتكرر كثيرا! هذه هي الموضوعية والرؤية الفنية لمدرب يفهم شغله جيدا.. أما مجرد الفرحة للفوز والتغني بنجوم من ورق ورفع شعارات "الفريق الذي لا يقهر ولا ينهزم" فهي من شعارات الدهماء التي لا يقولها ناقد محترم.. بالمناسبة.. هل تعرف معنى "الدهماء"؟! [email protected]