لولا المقاولون للعب الاسماعيلي مرتاحا في مباراته القادمة مع دولفين النيجيري، لكن ابن عمه المصري عرقل مسيرته واستأسد عليه ولعب أحلى مبارياته. وكنا نتوقع أن يفعل الشئ نفسه مع دولفين على أرضه في القاهرة بعد أن فاز خارج ارضه على الاسماعيلي، ولكنه خذلنا جميعا وانهزم بسهولة في الجبل الأخضر، لم يكن هناك لعب ولا خطة، اختفى النجوم الذين دكوا الدراويش، وظل غانم سلطان صامتا غير قادر على تغيير سير المباراة! لو فعلها المقاولون مع دولفين أيضا لأصبح منافسا قويا على بطولة المجموعة مع الدراويش ودولفين، ولأصبحت فرصة مصر في وجود فريق لها في النهائي كبيرة! توقعت فوز المقاولون على ابن عمه، لكنني لم اكن متفائلا على قدرته في المضي أكثر من ذلك، فهو فريق صاعد من دوري المظاليم، لا يملك خبرة حسم المباريات مع الكبار.. هو فقط محظوظ مع الدراويش ويعرف كيف يرذل على هجومه، وفيما عداه ينهزم من طوب الأرض! الآن ليس امام الدراويش سوى الفوز على دولفين، على أرضه ووسط جمهوره، ويستطيع أن يحقق ذلك رغم أن الفريق النيجيري لم يهزم في أي مباراة خلال تلك التصفيات، بل فاز في جميع مبارياته داخل وخارج أرضه، فيما عدا المباراة التي تعادل فيها مع الاسماعيلي في المحلة. لو عدنا إلى تلك المباراة لرأينا أن الدروايش كانوا الأفضل ووصلوا مرارا الى مرمى دولفين، لكن حارسهم محمد صبحي خذلهم، وفرط كعادته في كرة سهلة فدخلت مرماه، وكثيرا ما يفعل ذلك في المباريات الحاسمة ويضيع على فريقه بطولات كان على وشك أن يصعد إلى منصة التتويج ليحمل دروعها! ونتذكر هنا مباراته في الدور النهائي في بطولة الاتحاد الأفريقي حينما دخلت مرماه كرة ستروبيا أراد لاعب الفريق الجزائري التخلص منها من نصف الملعب ليوقف هجوم الاسماعيلي الضاغط فذهبت في اتجاه صبحي ومرت تحت قدمه بغرابة شديدة!.. وكانت هذه الكرة سببا في خسارة الاسماعيلي للبطولة بعد احتساب قاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين. أشعر أن الاسماعيلي هذه المرة سيحقق الصعب وأن نجومه سيسطعون في نيجيريا ويدكون غرور مدرب دولفين الذي صرح للصحافة بأن مباراته مع الفريق المصري تحصيل حاصل، وأن نجومه احتفلوا بالفعل في استاد الجبل الأخضر بعد مباراتهم مع المقاولون بصعودهم إلى المباراة النهائية! البعض متخوف من أن يؤثر غياب محمد محسن أبو جريشة بسبب الانذار الثاني على فعالية الهجوم فهو يملك حساسية التهديف ويشكل خطورة بالغة على مرمي المنافسين. أنا على عكس ذلك متفائل بسبب هذا الغياب، لأن أبو جريشة يضيع أهدافا سهلة في الفترة الأخيرة، وتحول أداؤه إلى العصبية لأسباب غامضة. غيابه سيعطي الفرصة للاعب البديل يوسف جمال وهو لاعب موهوب وبارع وسريع وهداف ركنه عماد سليمان طويلا رغم أن بوكير ثم محسن اورتجال كانا يعتمدان عليه بشكل أساسي.. هناك أيضا سيلينيو وهو مشاكس وقوي يحتاج إلى الفرصة ومعلوماتي أن المدرب الروسي معجب به جدا.. وربما يتم الدفع بروبرت اكوروي في مركز قلب الهجوم، للاستفادة من اجادته لضربات الرأس ومن كراته الصاروخية الماكرة. الدراويش أكثر استعدادا هذه المرة، فمدربهم يملك خبرة كبيرة واستطاع خلال الفترة القصيرة منذ تعيينه بعد اقالة عماد سليمان أن يرفع مستوى اللياقة البدنية التي كانت نقطة ضعفهم خلال مبارياتهم السابقة، وخلصهم من الفردية وأعاد إليهم أسلوب اللعب الجماعي الذي اشتهروا به وجعل منهم نكهة خاصة يحبها جمهور الكرة المصري والعربي، حتى أن السعوديين يسمونه ببرازيل مصر! نقطة ضعف الدراويش سوء التنظيم الدفاعي، لكن مدربهم الروسي ذكر بأنه عالج نسبة 70% من هذه المشكلة، ولو كان ذلك صحيحا فاننا نستطيع أن نطمئن عليهم في هذه المباراة.. لقد عودونا على الفوز خارج أرضهم في مباريات هامة، وليس دولفين بأقوى من الترجي والأفريقي التونسيين أو الهلال السعودي. كل أمنياتي أن أرى فريقين مصريين في نهائي البطولتين الأفريقيتين، واعتقد أن الاهلي أصبح قريبا بنسبة 95% من نهائي أبطال الدوري.. وبقي على الاسماعيلي أن يحقق المستحيل وهو أهل لذلك! [email protected]