نقلت مصادر سياسية ل"المصريون" أن جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني قد وجه انتقادات عنيفة للحرس القديم داخل الحزب الحاكم محملا إياه المسئولية عن الهزيمة المهينة والمذلة التي مني بها الحزب الوطني في المرحلة الأولى من الانتخابات بسبب إصرار الحرس القديم على ترشيح أكثر من 35% من الوجوه القديمة على لوائح الحزب رغم تلقيه تقارير من أجهزة الأمن وجهات رقابية بعدم صلاحية هؤلاء للترشيح. وأوضحت المصادر أن جمال مبارك قد صب جام غضبه على الحرس القديم في اجتماع على مستوى عال ، محذرا من أن سيطرته على الحزب ستؤدي إلى فقد الوطني لأغلبيته نتيجة إصرار هذه المجموعة على الهيمنة على القرار داخل الحزب وحماية مصالحها الشخصية دون النظر إلى مصلحة الحزب. وأشار مبارك الابن إلى أن سيطرة هذه المجموعة قد أسهمت في تشويه صورة النظام وجعلت الناخبين يؤيدون المستقلين والمنشقين عن الحزب ، كما أنها خلقت نوعا من الإحباط داخل تيار واسع داخل الحزب وأسهمت في مشاركة آخرين في دعم مرشحين لأحزاب المعارضة ، في إشارة إلى مشاركة الدكتور أسامة الغزالي حرب في دعم الحملة الانتخابية لمرشحة حزب التجمع في دائرة بولاق الدكرور أمينة شفيق ناهيك عن تنسيق كوادر من الحزب مع كوادر من المعارضة ضاربة عرض الحائط بمبدأ الالتزام الحزبي. أناح مبارك الابن باللائمة على محور الشاذلي والشريف معتبرا أنهما تسببا في خسارة الحزب لمقاعد قبل إجراء العملية الانتخابية كما حدث في عديد من الدوائر في صعيد مصر والإسكندرية بعد منع القضاء الإداري لمصطفى قرشي في دائرة ديروط بمحافظة أسيوط لعدم أداء الأول للخدمة العسكرية وتزايد احتمالات منع خالد أبو إسماعيل في الإسكندرية لتمتعه بالجنسية الفلسطينية . وعلمت المصريون أن الخسارة المذلة للحزب الحاكم وسيطرة الحرس القديم قد بعثت إلى الحياة من جديد فكرة حزب المستقبل التي كانت قد طرحت منذ مدة وأن مجموعة السياسات قد كلفت لجنة من أعضائها بإعادة بحث مسألة وإعداد دراسات لعرضها على القيادة السياسية في المرحلة القادمة بعد أن ثبتت عدم قدرة المجموعة على بسط نفوذها داخل الحزب في ظل هيمنة الحرس القديم. وأوضحت المصادر أن جمال مبارك سيعرض على الرئيس اقتراحين في المرحلة القادمة يدوران حول الإطاحة بالحرس القديم الذي ثبت عدم جدوى استمراره في الهيمنة على الحياة السياسية أو السماح لهذه المجموعة بتأسيس حزب جديد. من جانبه ، توقع الدكتور السيد عوض عثمان المحلل السياسي أن تؤدي الهزيمة المذلة التي لحقت بالحزب الحاكم إلى تفجير الصراعات داخله خصوصا أن مجموعة السياسات لن تجعل هذه الفرصة تمر مرور الكرام دون أن تفضح عوار الحرس القديم وترد له الصاع صاعين على تهميشها في اختيارات مرشحي الحزب. ويعتقد عثمان أن الحزب الحاكم سيواجه هزيمة ساحقة إذا لم تتدخل الأجهزة الأمنية وهيئة قضايا الدولة والنيابة الإدارية لإنقاذه خصوصا أن مرشحيه لا يتمتعون بأي شعبية ، كما أن الأداء الاقتصادي والسياسي لحكومته لم يكن مرضيا لطوائف عديدة من الشعب لذا فمن المتوقع ألا تتحسن نتائج الحزب في المرحلة القادمة إلا باستخدام أساليب التزوير التقليدية. واعتبر عثمان أن لجوء مرشحين من الوطني للتنسيق مع مرشحي المعارضة والإخوان سيتكرر في الجولتين الثانية والثالثة والتي تتمتع المعارضة والجماعة فيها بنفوذ فيما يمكن أن تهدد الأغلبية التي يتمتع بها الوطني بشكل جاد.