يعانى أكثر من 150 ألف مواطن من سكان قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا من ارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوى الناتج عن شرب المياه الملوثة، الأمر الذى أدى إلى تحويل حياة هؤلاء البسطاء إلى جحيم بسبب عدم توفر كوب ماء نظيف، ولم يتبق من الحلم إلا بعض النجوم بالرغم من قيام ثورة 25 يناير ومحاربتها للفساد إلا أن الفساد الصحى والبيئى يظل شيئًا أساسيًا فى حياة المواطن المصري، تقع قرية دلجا بمركز ديرمواس آخر مراكز محافظة المنيا من الناحية الجنوبية وعدد سكانها نحو 150 ألف شخص والتى تعتبر أكبر قرية على مستوى الجمهورية. وقرر الأهالى بعد أن فقدوا الأمل فى الحصول على كوب ماء نظيف عمل محطة تنقية بالجهود الذاتية متمثلة فى الجمعية الشرعية بالقرية، والتى يعتمد عليها أهالى القرية بشكل أساسى وهى المصدر الوحيد للشرب، بالإضافة إلى شراء المياه المعدنية وجراكن المياه من مركز ديرمواس، مما يزيد العبء على المواطن. يذكر أن اللواء سراج الدين الروبى محافظ المنيا السابق قد أصدر قرارًا بغلق محطة تنقية مياه الشرب بقرية دلجا التابعة للجمعية الشرعية بالقرية والتى تغطى نحو 10% فقط من سكان القرية هذا وقد ندد أهالى القرية بإصدار مثل هذا القرار لعدم الاهتمام بالقرى وبالفلاح المصرى على الرغم من تلوث محطة مياه الشرب بالقرية التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى إلا أن المحافظ السابق أغلق المحطة المطابقة للمواصفات وغير الملوثة وترك محطة الشركة الملوثة تستكمل عملها. وكان تقرير للمجلس القومى لحقوق الإنسان قد أكد عام 2009 أن هناك 38 مليون مواطن مصرى يعتمدون فى الشرب على مياه الصرف الصحى مع العلم أن مياه الصرف الصحى تحتوى على مواد عضوية، مما يودى إلى انتشار الأمراض بين المواطنين حيث إن 76 %من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحي. ويقول مهنى كامل مهنى أن المياه بالقرية ملوثة ومياه الجمعية الشرعية سليمة وفى حال استمرار غلق المحطة سوف نموت عطشا لأنها المكان الوحيد للمياه النظيفة بالقرية وإذا لم يستجب المسئولون لحل المشكلة بفتح المحطة التابعة للجمعية الشرعية أو عمل محطة جديدة للمياه بالقرية. ويضيف حسن زهران من أهالى القرية أن المياه ملوثة وعانينا كثيرًا من المجلس المحلى، والمسئولون لا يقومون بعملهم والمحافظ لا يسمعنا وأن المسئولين مصرون على غلق الطريق الوحيد للحصول على كوب ماء نظيف بالقرية. ويرى محمد محمود أن القيسونات من أهم أسباب سوء المياه وتلوثها والإدارة المحلية فى غفلة وقد أصبنا بالعديد من الأمراض الفشل الكلوى والكبدى لذا نطالب المسئولين بالتدخل وإغاثة أهالى القرية من الأمراض التى تحاصرها وأنه يجب ردم القيسونات وتغيير مواسير المياه القديمة. من ناحية أخرى، أكد محمد العوامى عضو مجلس محلى سابق من أهالى القرية أن مياه الشرب بالقرية غير صالحة للاستخدام الآدمى بسبب تلوثها ورائحتها الكريهة وتغيير لونها وطمعها والمسئولين فى إجازة والبلد تعانى أشد المعاناة فأبسط حقوقنا شرب كوب ماء نظيف. وأوضح العوامى أن الحل يتمثل فى أن يتم علاج مشكلة مياه الشركة وإصلاحها وإنشاء محطات رفع وتحلية للمياه باستخدام أدث الفلاتر لتنقية المياه مع القيام بتغيير مواسير المياه التى تآكلت بمواسير صحية ومسموح بها وهذا حل جذرى ينهى المشكلة. وأكد العوامى أن هذا الأمر يعتبر مستحيلاً لأننا تعبنا كثيرًا مع المسئولين على مدار سنوات ماضية حيث توجهنا إلى المهندس نائب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى عام 2009 وقال لنا بالحرف الواحد "احنا شركة وبنقدم منتج لو مش عاجبكم براحتكم وتغيير المواسير أمر صعب سيكلف الشركة مصاريف باهظة وسيحتاج لسنوات طويلة ولكن قد يتم التغيير على مراحل وهو ما اعتبرته رفضا بطريقة غير مباشرة لعلاج المشكلة التى ساءت أكثر باختلاط مياه القيسونات ناهيك عن تلوث المياه من الأساس بسبب أنها مياه آبار ارتوازية". كما أشار إلى أهمية إعادة فتح محطة الجمعية الشرعية التى أغلقت بقرار من اللواء سراج الروبى حافظ المنيا السابق مع العلم بصلاحية مياهها ونظافتها متسائلا كيف تغلق محطة الجمعية الشرعية صاحبة المياه النظيفة وتبقى مياه الشركة الملوثة. وهدد العوامى بأن أهالى البلدة سوف يصعدون الأمور فى حال تجاهل المسئولين لمشكلاتهم وأنهم يتركون الوقت أمام المسئولين لسرعة التحرك، مؤكدا أن الاعتصامات والإضرابات وقطع الطرق وعدم سداد الفواتير كلها وسائل مطروحة للقيام بها فى حال تجاهلنا وذلك منعا لتكرار مأساة قرية صنصفط مرة أخرى.