لو هاجمت شيخى فأنت تهاجم الدين, إذن اقرأ على روحك الفاتحة, وهذا مفتتح لازم قبل القول: إن الانقسام ليس الأول فى السلفيين, ولن يكون الأخير, والمزيد على الأبواب, لأن التجرد يقف عند كل باب متأهبا للرحيل, وسيقولون لك: إن الأزمة الحالية بسبب مؤامرة من قوى سياسية أخرى بسبب منافسة الانتخابات القادمة, فقل لهم: لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه لم يكد حزب النور يرى النور, حتى باغتته انقسامات الظلام, فالدنيا حينما تعجب البشر, لا تفرق بين شيخ وسياسي, وتذكرون جدل السبعينيات الشهير أنه "لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة"، وما رافق ذلك من نقد لها, وأنا شخصيا أرى تلك العبارة خاطئة, ولكن قد يكون لها من الصحة نصيب قليل, فالدين علمنا كيف نسوس الأمور, ونعقد المهادنات, ونعلن الحروب, والمشكلة فينا نحن, فنحن نحسب المتدين على الدين, ونحسب الدين كله على المتدين, مع أنه –كثيرا أو قليلا- لا سياسة عند متدين, كما لا دين عند سياسي. الغاضبون لصالح فريق الشيخ عماد عبد الغفور, والغاضبون لفريق الشيخ أشرف ثابت, والغاضبون لكل شيخ داخل الهيئة العليا للحزب وفى مناصب الإدارة والتسيير, ينسون أنهم ما عادوا يتعاملون مع "الشيخ" بل هم يتعاملون مع "السياسي" أشرف ثابت والسياسى عماد عبد الغفور. لو عدلنا المصطلحات والألقاب لانتهت مشكلة تعاملنا مع الأزمة المثارة حاليا, فسياسية الدنيا تصبح هى الدنيا لو لم يعرقلها التجرد لله. فالأكيد والمتيقن والثابت أن عبد الغفور وثابت, أحدهما أو كليهما لم يحسن رعاية بضاعة التجرد. اغضب كما تشاء من كلامى الفارغ, لكن تبقى الحقيقة أننا نتعامل مع بعض شيوخنا, بقدر من التقديس لا يستحقونه ولا يصح منا, واذكرْ, كم مرة سمعت رجلا يتحدث عن شيخه بصيغة "أفعل التفضيل"؟ فيقول لك: إن شيخى من أعلم أهل الأرض, بل هو أعلم أهل الأرض فى تلك المسألة أو هذا العلم, مع أن أفعل وأعلم وأفضل كلها خاطئة, ككثير من الأحكام العامة المعممة. والحكم العام الصالح فى تلك الأزمة, هو مجرد تساؤل: ما الفرق بين الانقسامات داخل أحزاب الوفد والغد وغيرهما، وما يشهده النور حاليا من صراعات؟ الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم.. قل هى دنيا السياسة يا شيخ. [email protected]