علمت "المصريون"، أن مكتب الإرشاد يمارس ضغوطًا شديدة على حكومة الدكتور هشام قنديل بسبب فشلها فى خطة ال 100 يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسى. وكشفت مصادر أن مكتب الإرشاد طلب من قنديل إنشاء وزارة للبيطريين، تختص بالشئون البيطرية، على أن ينفصل الطب البيطرى عن وزارة الزراعة، وأن تسند هذه الوزارة لحزب الحرية والعدالة. وجرت مناقشات مؤخرًا مع عدد من الشخصيات لتولى وزارة البيطريين، التى انتهى مكتب الإرشاد بالاتفاق مع الحكومة من الإعداد لها، على أن تنطلق مع التغيير الوزارى الجديد. ويأتى الدكتور محمد الجارحى رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أحد أبرز المرشحين لتولى تلك الحقيبة الوزارية، علمًا بأن حزب "الحرية والعدالة" كان قد عرض عليه تولى وزارة فى الحكومة الحالية لكنه اعتذر، إلا أن هناك مفاوضات جارية معه حاليًا لتولى حقيبة وزارة البيطريين. ووفق المصادر ذاتها، فإن حزب "الحرية والعدالة" بدأ يشكك فى أداء الحكومة الحالية، وهو ما يدل على أن تغييرات وزارية سوف تحدث قريبًا فى عدد من الوزارات، بالإضافة إلى إنشاء وزارات جديدة. وقال المهندس إبراهيم أبو عوف، القيادى بحزب "الحرية والعدالة"، إن حكومة الدكتور قنديل أظهرت ضعفها خلال الفترة الماضية بتصاعد المشكلات فى الشارع، وعدم قدرتها على تقديم حلول فعلية لها، بالإضافة إلى ظهور أزمة البنزين مرة أخرى والإضرابات العمالية، وهو ما يؤكد عجزها عن محاورة العمال والوصول لحلول عملية تجاههم. وأشار إلى أن فلول النظام السابق مازالوا يعبثون بمقدرات البلد ويفتعلون الأزمات واحدة تلو الأخرى من أجل إظهار فشل الدكتور محمد مرسى وحكومته فى إدارة شئون البلاد، مطالبًا الرئيس بضرورة التدخل لحل الأزمات المتفاقمة، والتى تزداد، وكشف المتورطين فى افتعالها ومحاسبتهم وتطهير بقية مؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق. وأيده فى الرأى الحسين عبد القادر البسيونى، مسئول الاتصال السياسى بحزب الحرية والعدالة، مؤكدًا أن هناك تغييرات وزارية قريبًا وأنها لن تقف إلا عندما يتم تنظيف الوزارات من المقصرين، مؤكدًا أن هناك وزراء عليهم تحفظات كثيرة، ويتم الآن النقاش حولهم وسوف يتم تغييرهم قريبًا. وقال البسيونى: إن التطوير فى أداء الحكومة مستمر، والمناقشات أيضًا مستمرة حول أسماء بعض الشخصيات، وفى النهاية القرار ليس قرار الحزب بل هو قرار الرئيس، لكن يتم التناقش معنا بوصفنا نتبنى مشروع الرئيس.. وأكد أن هناك وزارات كان الاختيار فيها غير موفق منذ البداية، ولكن ارتضيناها لإرضاء الشارع السياسى، لكن ظهر فشلها الذريع خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن مشروع الرئيس النهضوى واضح، ومن يسير ضد هذا الاتجاه يكون لنا معه تصرف آخر. وكان الدكتور محمد البلتاجى، أمين حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" وصف فى تصريحات صحفية سابقة، حكومة هشام قنديل بأنها لا تمثل الثورة، مشيرًا إلى أنها جاءت لاسترضاء الشارع وتناست مشاكل الشارع الرئيسية، وهو ما أدى إلى أدائها الضعيف الحالى. على الجانب الآخر، قال الدكتور عماد جاد، المحلل السياسى والبرلمانى السابق، إن هجوم "الحرية والعدالة" على حكومة قنديل جاء ليبرروا من خلاله فشل خطة المائة يوم التى تبناها الحزب والرئيس الدكتور مرسى، مشيرًا إلى أن الرئيس هو من شكل تلك الحكومة، والآن حزبه وجماعته يتهمونها بالتقصير ويطالبون بتغييرها على اعتبار أنهم ليسوا من اختاروا وزراءها. وأشار إلى أن مصر ليست حقلاً للتجارب حتى يتم تغيير الوزارة كل شهرين بحجة تقاعسها فى أداء عملها، لكن الغريب هذه المرة أن الوزارة الجديدة جاءت عن طريقهم، وفى الوقت نفسه تتلقى اليوم سهام الهجوم منهم، وهو تصرف غير مفسر على الإطلاق. ووافقه فى الرأى الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، محملاً الإخوان والرئيس مرسى المسئولية عن فشل تلك الحكومة، وهذا واضح فى خطة المائة يوم، والقوى السياسية لن ترضى بأى تبريرات غير الاعتراف بالحقيقة، ولا مجال لخداع الشعب مرة أخرى. ووصف السعيد الهجوم على حكومة قنديل التى جاء بها الإخوان بالمثير للضحك، متسائلاً: أليست الحكومة الحالية من إنتاج الإخوان؟، وأليس هم من حابوا من أجل تغيير وزارة الجنزورى وشكلوا هم الوزارة الحالية؟.