صعد نجم هذه العائلة بقوة شديدة فى الفترة الأخيرة خاصة بعد قيام الثورة واقتراب الانتخابات الرئاسية ، فخرجت إشاعة بترشح المهندس مدحت الحداد مسئول المكتب الإدارى للإخوان بالأسكندرية لانتخابات الرئاسة وهو الخبر الذى بادرت الجماعة عبر أبواقها الإعلامية لتكذيبه وشنت حملة شديدة على مروجى هذا الخبر واكتفى مدحت الحداد هذا الرجل الحديدى الصامت بإصدار بيان على لسانه بتكذيب الخبر فى سطرين ولم يعلق بعدها على الأمر ولا حتى برز فى أى محفل من محافل الجماعة بعدما انشق القيادى الإخوانى الدكتورعبدالمنعم أبوالفتوح وترك الجماعة وترشح للانتخابات الرئاسية ، وهو الأمر الذى تخوف الكثيرين من تكراره مع الحداد وخاصة بعدما خرجت الشائعة التى تقول بأنه أعد أوراقه للترشح فى انتخابات الرئاسة والتى لايعلم أحد حتى الآن ماهى صحتها . ومدحت الحداد هو أحد أبرز رجال الأعمال فى جماعة الإخوان المسلمين وأحد أكبر الممولين لها وعضو مجلس الشورى العام وكذلك أحد المقربين من المهندس خيرت الشاطر الرجل الأول فى التنظيم الإخوانى .
لم يكن مدحت الحداد هو كلمة السر الوحيدة فى هذه العائلة الإخوانية ، بل أصبح أخوه الدكتورعصام الحداد الطبيب الإخوانى الذى هاجر منذ فترة طويلة إلى انجلترا وتفرغ لمهنته الأساسية فى الطب وحصل فيها على الدكتوراه ودرّس فى جامعات انجلترا ودرس علم الإدارة بكثافة وبعد قيام الثورة وتأسيس الحزب عاد إلى مصر واستقر فيها ، وسريعا ما علا نجمه داخل الحزب بل تعدى الأمر إلى أن تم ترقيته إلى مسئول العلاقات الخارجية فى الحزب ، وكذلك وصل إلى القصر الجمهورى كمساعد للرئيس محمد مرسى ، تم إصدار قرار رئاسى بتعيين الحداد رئيسا لديوان رئيس الجمهورية ، ليكون فى أهم منصب حساس فى رئاسة الجمهورية ، المنصب الذى يعلم كل كبيرة وصغيرة عن الرئيس ، ولكن سريعا ما أقيل من منصبه فى ظروف غامضة وعين مكانه السفير محمد رفاعة الطهطاوى . ولكن بعدها بأيام عين الحداد مساعدا للرئيس فى الشئون الخارجية ، وهو المنصب الذى سريعا ما ملأه الحداد ، وبرز فيه بقوة حتى أنه طغى وتعدى على فكرة وجود وزيرا للخارجية ، لا أدرى إن كان هذا بسبب قوة شخصية الحداد ، أم بضعف شخصية وزير الخارجية محمد كامل عمرو ، ولكن من يتابع مجريات الزيارات الخارجية للرئيس ومن يرى السياسات الخارؤجية والمقابلات الرئاسية فى الداخل والخارج ، لا يرى إلا الحداد رجل الإخوان فى مقدمة الصفوف وفى مقدمة المتحدثين من رجال الخارجية . فمن الذى يرافق الرئيس فى سفرياته الخارجية ، ومن ذهب لتركيا لمقابلة رجب طيب أردوجان ، ونجح فى الحصول على مبلغا ماديا كبيرا وصل لميارى دولار خصصتهم تركيا لدعم الاقتصاد المصرى ، كما اتفق على استثمارات اقتصادية كبرى مع أردوجان لتجرى على أرض مصر . إن كان الحداد بهذه القوة التى بدت عليه ، فلماذا لا يضعه الرئيس فى منصب وزير الخارجية . لعل الظهور المفاجئ للحداد عضو مكتب الإرشاد الذى صعد للإرشاد تعيينا بدون انتخابات نيابتا عن خيرت الشاطر الذى ترشح فى الانتخابات الرئاسية وقتها ممثلا للجماعة ، وكأن الشاطر انتقاه لكى ينوب عنه فى مكتب الإرشاد وظل الحداد يحضر اجتماعات مكتب الإرشاد على الرغم من ترشح مرسى بديلا عن الشاطر وعودة الشاطر للمكتب وحتى أنه لم يفرغ من مكتب الإرشاد حينما تولى منصبا رسميا فى الدولة كما فعلت الجماعة مع كل من تولى منصبا رئميا فى الحزب أو الدولة . وبعد نجاح مرسى انتقل للعمل فى الرئاسة . بعض الأقوال ترجح أن مكتب الإرشاد تخوف من تفرد القوى السياسية بمحمد مرسى بعد نجاحه فى الرئاسة ، وحتى لا ينتزعوه من حضن الإخوان حاولوا أن يحصنوه ببعض الأفراد شديدى الولاء لمكتب الإرشاد وخاصة بالرجل الأول فى الجماعة وهو خيرت الشاطر حيث تبدل الفريق المعاون لخيرت الشاطر أثناء ترشحه للرئاسة بفريق جديد لمحمد مرسى بعد استبعاد خيرت الشاطر من قبل المجلس العسكرى . ولكن هل هذه الأطروحات صحيحة أم أن هناك معلومات خفية لا يعرفها أحد حول تفرد هذه العائلة بمكتب الإرشاد ومن ثم بالحزب وبالقصر الرئاسى خاصة فى وسط جو الضبابية واعتقال المعلومة الذى تمارسه جماعة الإخوان .