العنوان الأول للمهام الصعبة، والجوكر، الذى يفل الحديد فى أى مهمة تُسند إليه، بوجهه غير المعروف، واسمه الذى لم يُتداول إلا حديثاً، منذ كان فى مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، كان هو العنوان الخارجى للجماعة؛ حيث يتسم بعلاقته الطيبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورئيس الوزراء التركى أردوغان، اسمه عصام الحداد، ودخل القصر الرئاسى بشكل رسمى، مساعداً لرئيس الجمهورية، لشئون العلاقات الخارجية والتعاون الدولى. أضواء الإعلام لا تبهره، لا يُعرف جيداً إلا داخل «الجماعة»، فقبل الثورة، لم يكن يُتداول كثيراً اسم الحداد، وبروزه بقوة كان كوجه خارجى، عقب الثورة، لكنه ظل فى عباءة الخارجية؛ حيث يحبذ الحديث إعلامياً للإعلام الأجنبى، ولا يدلى بحوارات للإعلام المصرى، إلا فيما ندر. الحداد يرتبط بصلات وثيقة بالمهندس خيرت الشاطر، القيادى الإخوانى الشهير، وكان دخوله فى فبراير الماضى إلى مكتب الإرشاد بالتعيين، متقلدا منصب رئاسة لجنة العلاقات الخارجية، تلك التى مهدت إلى لقاءات جمعت مكتب الإرشاد بالقيادة الأمريكية، أعقبت تلك اللقاءات أحاديث تناثرت عن دعم واشنطن فى وصول محمد مرسى لسدة الحكم. ما إن قرر مرسى خوض غمار الانتخابات الرئاسية، حتى انتقل عصام الحداد من الإرشاد إلى إدارته للحملة الرئاسية، ليقترب بشكل أكبر من مرسى، الذى ائتمنه على أسرار الحملة، وباتا رفيقين فى حلم الوصول لرئاسة مصر، حلم تحقق، ودفع مرسى إلى اصطحاب الحداد فى أول يوم له فى قصر الاتحادية، رغم أن الفريق الرئاسى لم يكن قد أُعلن بعدُ، ليتصدر عصام الحداد المشهد، مستقبلاً وفود الرؤساء وكبار المسئولين، مستمراً فى مرافقة المرشح الذى صار رئيساً فى جولاته الخارجية. لكن الحنين للماضى، والوفاء للمكان الذى صنع مكانة الحداد ظلا قائمين؛ حيث استمرت زيارته لمكتب الإرشاد بشكل أسبوعى، كأنه مندوب الإرشاد فى القصر. ويتميز الحداد بعلاقاته الدولية وسفره إلى الخارج مرات عديدة؛ حيث اشترك فى إجراء أبحاث علمية للتحاليل الطبية بألمانيا، وسافر إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه فى الطب، وحصل على ماجستير فى إدارة الأعمال (nba) بجامعة أستون بإنجلترا وانضم للمجموعة العربية عقب عودته إلى مصر، وينتمى إلى محافظة الإسكندرية، وهو شقيق المهندس مدحت الحداد، رئيس المكتب الإدارى لإخوان الإسكندرية، وله 5 من الأولاد وبنت واحدة، أبرزهم جهاد الحداد، عضو مشروع النهضة. ورغم اختيار «مرسى» للمستشار محمود مكى نائبا له، فإنه لم يعلن عن صلاحياته أو يكلفه بإدارة مسئولية البلاد أثناء سفره أو ترأس مصر فى لقاءات خارجية؛ حيث تصدر مؤخرا «الحداد» المشهد وترأس وفدا مصريا فى العاصمة التركية إسطنبول ضم وزير المالية ممتاز السعيد والدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والتعاون الدولى، وعدداً من الخبراء والمسئولين الاقتصاديين المصريين والأتراك، ووقع الحداد مع نائب رئيس الوزراء التركى، على باباجان، صفقات تمويل بقيمة مليارى دولار، وقبلها بأسبوع كان «الحداد» فى تركيا فى لقاء خاص مع «أردوغان» لم يعلن عن تفاصيله حتى الآن، للحد الذى دفع البعض لاعتباره الرجل الثانى فى الرئاسة، والوحيد حتى الآن من مساعدى الرئيس الذين تسلموا عملهم بشكل رسمى وأصبحت له سيارة من الرئاسة، تأتمر بأمره، حتى وإن كان ذاهباً لمكتب الإرشاد.