ذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية أن موجة الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لأمريكابعد الفليم المسئ للرسول محمد "ص" ألقت بظلال قاتمة على مأزق الولاياتالمتحدة وحلفائها إزاء إتخاذ قرار بالتدخل في سوريا والإطاحة بالرئيس بشار الأسد ، أو التراجع عن إتخاذ قرار قد يدعمها في القضاء على إيران مع سقوط حليفها الوثيق في المنطقة الأسد . وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- إلى أن موجة الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة التي إندلعت في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط إحتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، أظهرت أن الدور الذي تلعبه واشنطن لتعزيز الديمقراطية في المنطقة خلال العاميين الماضيين منذ هبوب رياح التغيير التي أحدثتها ثورات الربي العربي، لن يدعمها أمام التحديات التي تواجها جراء موجة الغضب الإسلامية العارمة ضدها. وتابعت قائلة:أن واشنطن عليها إتخاذ أما خيار التدخل عسكريا في سوريا أو الإكتفاء بمشاهدة تصاعد دور الجهاديين في سوريا والذي قد يشكل تهديدا مستقبليا على إستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها . واستطردت الصحيفة، إن استهداف السفارات الأمريكية في عدد من العواصم العربية وخاصة حادث مقتل السفير الامريكي لدي ليبيا كريس ستيفينز،أثارت موجة من النداءات داخل الولاياتالمتحدة تطالب بالانفصال عن منطقة الشرق الاوسط مما ينذر بإنحسار دور واشنطن في المنطقة مستقبلا . بيد أن الصحيفة إنتقلت إلى تحذير بعض المحللين الغربين من مغبة إنحسار الدور الأمريكي في المنطقة وترك الباب على مصراعيه أمام دور تنظيم القاعدة الأخذ في التصاعد في سوريا والذي يشكل تهديدا على المصالح الأمريكية في المنطقة أكثر من موجة الإحتجاجات الأخيرة المناهضة لها. وقالت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية أن تفاقم الأزمة السورية وتزايد أعداد ضحايا الصراع الدائر هناك بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة تصدرت جدول أعمال أدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت نفسه الذي يطالب فيه البعض بدور أمريكي أكبر في الإطاحة بالأسد . ونقلت الصحيفة عن مدير معهد "بروكينجز" الدوحة سالمان شيخ قوله ، أن ما حدث في ليبيا بمثابة انذار للولايات المتحدة للتراجع عن موقف المتفرج التي تتبعه إزاء ما يحدث في سوريا، مشددا على أنه لاتزال هناك فرصة أمام الولاياتالمتحدة للتدخل لتسوية الأزمة السورية . ورأت الصحيفة أن تفاقم حدة الصراع القائم في سوريا وتشكيل لخطر الدخول في حرب بالإنابة مع روسياوإيران، اللتان تمدان الحكومة السورية بالاسلحة ، أبقت ادارة الرئيس أوباما والقوى الغربية حذرة إزاء اتخاذ خطوة التدخل في سوريا. وقالت الصحيفة الأمريكية أن شبح الحرب الطائفية التي دمرت العراق خلال عامي 2006 و2007 على الرغم من التواجد الأمريكي هناك يلوح في الأفق ابان طرح فكرة التدخل الامريكي في سوريا التي تتزايد بها حدة الصراعات الطائفية. ورأي مسئول بارز بالادارة الامريكية -رفض الكشف عن هويته، في تصريح للصحيفة - أن استهداف السفارات الأمريكية خلال التظاهرات الأخيرة بالمنطقة " أكدت رجاحة منهج الرئيس الأمريكي في عدم دعم المعارضة الثورية بالأسلحة والأكتفاء بمدها بالمعدات اللوجيسيتة والإنسانية ، على الرغم من موجة الانتقادات الحادة التى تعرض لها من قبل عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي على رأسهم السيناتور عن ولاية اريزونا جون ماكين ، الذي هاجم أوباما أكثر من مرة مطالبا اياه بمد المعارضة السورية بالاسلحة . وتوقعت /نيويورك تايمز/ في ختام تقريرها، أن اي جهود للتدخل العسكري في سوريا سيتم اتخاذها على الأرجح خارج اطار مجلس الامن وذلك لإصرار روسيا على استخدام حق الرفض /الفيتو/ ضد اي مشروع قرار من شأنه السماح بالتدخل في سوريا .