ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن "التصعيد الحاد في الشأن السوري ومقتل المدنيين السوريين والمناشدات من أجل الإغاثة التي تطالب بها المعارضة السورية وموجة الحرب التي تضرب منطقة اللاجئين السوريين، يجعل تركيز الولاياتالمتحدة ينصب على هذا الصراع الدائر في الشرق الأوسط، قبل تسعة أسابيع من انتخابات الرئاسة الأمريكية". وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، أنه "على الرغم من احتدام القتال في سوريا، ومقتل ما يقرب من 20 ألف سوري، ووجود مئات الآلاف من اللاجئين في الدول المجاورة، فإن قيام الولاياتالمتحدة أو المجتمع الدولي بتدخل عسكري في سوريا يبدو أمرا مستعبدا".
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم: "إنه على الرغم من توسيع الولاياتالمتحدة لدورها داخل سوريا، إلا أنه من غير المرجح أن تقوم واشنطن بشن هجمة عسكرية خلال الأشهر القليلة القادمة أو ربما بعد ذلك"، وأضاف أحد المسئولين الأمريكيين، "قد ننجر إلى حرب في سوريا بلا شك، ولكن نحن لم نصل بعد إلى هذا القرار".
وأشارت الصحيفة إلى أن "مسئولين أمريكيين وغربيين يتوقعون بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط في نهاية المطاف"، لكنهم أكدوا بأن "طول أمد الصراع السوري والذي امتد إلى أكثر من 18 شهر يشير إلى أن سوريا ستقبع في حرب استنزاف طويلة".
وتابعت «واشنطن بوست» تقول، إن "إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعارض دعوات التصعيد الأوروبية، ومطالبات المعارضة السورية بتوفير أسلحة للجيش السوري الحر، وإقامة ممرات دولية إنسانية ومنطقة عازلة للنازحين السوريين".
وقال أحد المسئولين في الإدارة الأمريكية: أن "السبب في ذلك هو أن إقامة مناطق محمية كهذه، يستلزم فرض منطقة حظر جوي على سوريا"، مؤكدا أن "أي منظمة إنسانية لن تدخل سوريا بدون وجود حماية من الهجمات الجوية وإقامة منطقة عزل جوي، الذي يعتبر منحدرا خطيرا للغاية في الشأن السوري"، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن "جميع الاحتمالات بما في ذلك التدخل العسكري لا تزال مطروحة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المعارضة السورية بدأت تنجح في السيطرة على بعض المناطق الحيوية بالبلاد، عن طريق إجبار القوات النظامية على الانسحاب منها، كما أنها أظهرت مهارات عسكرية، لكنها لا تزال لا تضاهي الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها نظام الأسد، ولذلك فهم يطالبون بمساعدات خارجية".
ورأت الصحيفة أن "إدارة الرئيس الأمريكي تعتقد بأن المعارضة السورية بدأت خطوات ثابتة نحو إسقاط بشار الأسد عن طريق استخدام أسلحة الجيش النظامي، التي استولى عليها الثوار، وكذلك الأسلحة التي تمنحها دول الخليج العربي للمعارضة".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المسئولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن تقع الأسلحة في أيدي المتطرفين داخل المعارضة السورية، وأن تحول تلك الأسلحة دون حدوث انتقال سلمى ديمقراطي بعد سقوط الأسد".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول، إن "الولاياتالمتحدة تركز جهودها في مساعدة حليفتها التركية، والتي تأوي أكثر من 230 ألف لاجئ سوري".