معلقون أفاضل، قالوا يوم أمس تعقيبًا على مقالى بأن جريدة "الشعب" عادت مجددًا! وهذا الكلام غير صحيح، لأن التى عادت صحيفة أخرى اسمها "الشعب الجديد" ناطقة بلسان حزب آخر اسمه "العمل الجديد".. صحيح أن الزميل والصديق مجدى حسين يرأسهما.. ولكن صحيفته وحزبه "حاجة" ثانية، وليس لهما أية علاقة بالمرة ب"العمل" و"الشعب" أيقونة النضال الوطنى التى أغلقت عام 2005. الشعب.. الكتيبة الانتحارية، غير موجودة.. وصحفيوها مشردون بلا عمل.. وقصف "مقصوف الرقبة" مبارك أقلامهم.. وقطع أرزاقهم، وإلى الآن بلا عمل وبلا "معاش" رغم أن بعضهم أحيل إلى المعاش فعلا ويعيش على ما يشبه "الصدقة" أو الإعانة التى يحصل عليها من المجلس الأعلى للصحافة.. وقلت يوم أمس، إن بعضها لا يزيد عن 300 جنيه شهريًا! المطلوب.. هو تسوية أوضاعهم المالية وكذلك توزيعهم على الصحف القومية المملوكة للدولة وهى مستوفاة بالكامل ولا تحتاج أكثر من قرار سياسى بالتنفيذ.. ولا نريد تأشيرة "بكش" بالدراسة والعرض.. فهى كما قلت فيما تقدم مستوفاة، ولا داعى لاستخدام التأشيرات المناورة ل"اللف والدوران". يتردد بقوة أن رئيس مجلس الشورى أحمد فهمى أرسل كشفًا بأسماء ما يقرب من 30 صحفيًا "إخوانيًا" إلى الأهرام لتعيينهم.. مرفقًا بالكشف شيكًا برواتبهم لمدة عام كامل.. فيما تجاهل صحفيى جريدة "الشعب".. ضحية ظلم وفساد نظام ما قبل يناير!! هذا الكلام أثار قلقًا وفزعًا كبيرًا بين الصحفيين ليس فقط بسبب ما وصف بأنه من قبيل "الأخونة".. وإنما بسبب أنه قد يعيد "مرارات" الماضى فى تجربة جماعة الإخوان مع القوى الوطنية الأخرى سواء فى الانتخابات العامة أو النقابية، والتى خلفت انطباعًا عن الجماعة فى الوعى الوطنى المصرى، بأنها جماعة "إقصائية" وتميل عادة إلى "الأخونة" وتهيش كل من لا يحمل الجينات التنظيمية للحركة. أعلم أن هذا الكلام به قدر كبير من "المبالغة".. وقدر مواز من "الترويع" و"الزجر".. إلا أنه ظل قبل وصول الجماعة إلى الحكم على هذا المستوى من الكلام ولم يختبر فعليا وعلى نطاق أوسع وأخطر بسبب وجود التنظيم خارج دائرة الفعل السياسى الرسمى. اليوم.. الجماعة تحكم البلد فعلا.. وبات هذا الانطباع، قيد الاختبار الفعلى وعلى الحركة أن تثبته أو تنفيه.. بالفعل وليس بالكلام الحلو فى الفضائيات والصحف. اليوم لدينا رئيس جمهورية، على خلق ومروءة ودين.. والأطهر يدًا والأزكى نفسًا من بين من تعاقبوا على حكم البلاد.. ولكنه محسوب على الجماعة.. وحتى الآن أثبت أنه رئيس لكل المصريين رغم حداثة عمر تجربته، ونأمل أن يبادر إلى طلب ملف صحيفة الشعب، التى لا تنتظر منه إلا تأشيرة عاجلة ب"التنفيذ".. ليس فقط من قبيل رد الحقوق والمظالم إلى أهلها والانتصار لصحيفة لا ينكر فضلها ونقاءها الوطنى والثورى إلا كل مكابر.. وإنما كرسالة تبرق إلى الجميع بأن "الأخونة" محض وهم لا يوجد إلا فى عقول الكسالى والمتثائبين من القوى السياسية الأخرى. [email protected]