قال العديد من مرضى السكر، إن هناك نقصًا شديدًا في "الأنسولين" بنوعيه المستورد أو المحلي، في الوقت الذي نفت فيه الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة والسكان، وجود أي نقص فيه، مشيرة إلى أن الكمية الحالية تكفي لمدة أربعة أشهر قادمة. وقال محمد السيد، (47 عامًا)، مريض بالسكر: "الأنسولين ناقص في الصيدليات من شهور، ولا أدري لماذا لا تتخذ وزارة الصحة الإجراءات والقرارات اللازمة لتوفيره". وأضاف ل "المصريون": "الوزارة تعلم أهمية هذا العقار بالنسبة لمرضى السكر، لكن يبدو أن الأمر لا يهمها ولا يشغل بالها كثيرًا"، متابعًا: "اضطررت أروح للصيدليات في العشوائيات لأجد الأنسولين، خاصة أن هذه المناطق الطلب أو السحب عليها بيكون ضعيف". وقال مصطفى أحمد، إنه بحث عن الأنسولين في صيدليات عديدة بمحافظته القليوبية، غير أنه لم يجده، ما دفعه إلى توصية زملاء له يترددون على القاهرة، للسؤال عن النوع التي يتجرعه بصيدليات العاصمة. وأوضح ل "المصريون"، أن "الكميات التي يتم ضخها في الصيدليات، لا تكفي الطلب على العقار، ومن ثم لابد من وضع خطة عاجلة لتوفير العقار بكافة الصيدليات سواء الخاصة أو الموجود بمستشفيات الحكومة، وإلا ستشدد الأزمة لأبعد من ذلك بكثير، خاصة أنه مهم جدًا لمرضى السكر". وقال أحمد صالح، صيدلي بمنطقة وسط القاهرة، إن "الصيدليات تواجه نقصًا في بعض أصناف الأنسولين، لا سيما المستورد"، مشيرًا إلى أن "شركات الأدوية، لا توفر الكميات اللازمة التي تحتاجه الصيدليات، مات ينتج تفاقم الأزمة يومًا تلو الآخر". صالح أضاف ل "المصريون"، أن "هناك مرضى كثر يشكون من نقص العقار، وأنهم بحثوا عنه كثيرًا، لكن دون جدوى"، متابعًا: "لا نستطيع أن نوفر لهم ما يتطلبونه، ومن المتوقع أن تزيد الأسعار خلال الفترة المقبلة". الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرفة التجارية، قال إن "الفترة الماضية شهدت نقصًا في بعض أنواع الأنسولين بالفعل، غير أن الأزمة بدأت تشهد انفراجة، مع قيام وزارة الصحة بضخ كميات في السوق، لكنها لا تكفي". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف، أن "هناك مشكلات في بعض الأنواع، لكن الوزارة تحاول تعويضها ببدائل أخرى، إذ ضخت خلال الفترة الماضية، ما يقرب 500 ألف حقنة". وأشار إلى أن "وزارة الصحة وزعت تقريبًا 900 ألف حقنة على الموزعين، والذين بدورهم يقوموا بتوزيعها على مختلف الصيدليات، لافتًا إلى أن هناك 700 ألف ما زالوا في الجمارك، وهذه الكمية تكفي لمدة ثلاثة أشهر قادمة، ما يعني أن الأزمة ستختفي قريبًا بالكلية." بينما، أكد الدكتور هاني دنيا، نقيب الصيادلة بالغربية، أن جميع الصيادلة يعانون من نقص حاد في كميات حقن "الأنسولين" الموردة إلى صيدلياتهم، متهماً شركات الأدوية باحتكار توزيع العقار، سواء المصري أو المستورد. وأضاف في تصريحات له، أنه على الرغم من توافر كميات كافية من "الأنسولين" في صيدليات مختلف المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ومستشفيات التأمين الصحي بالغربية، إلا أنه لا يتم صرفه للمرضى الذين يخضعون للعلاج على نفقة الدولة، ما يضطرهم إلى شراء العقار من الصيدليات الخاصة، التي تعانى نقصًا حادًا في أدوية «الأنسولين». وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، إنه تم ضخ 2.4 مليون فيال من الأنسولين المستورد خلال شهر أغسطس الحالي بزيادة عن الخطط الاستيرادية للبلاد، بعد رصد زيادة معدلات الاستهلاك من 380 إلى 580 ألف فيال أنسولين في آخر شهرين، الذي أثر على مستوى المخزن الاستراتيجي. وأضافت في تصريحات، أن الكميات تكفى لمدة 4 أشهر وفقا لمعدلات الاستهلاك الزائدة، حيث اتخذت الوزارة إجراءات استثنائية لضخ كميات إضافية من الأنسولين المستورد، والتي بدأت في الوصول إلى البلاد بداية من منتصف أغسطس الحالي، حيث استقبلت مخازن الموزعين 750 ألف فيال في 15 أغسطس، وتم توزيع بعضها على الصيدليات العامة. وبحسب الوزيرة، فإنه وصل 950 ألف فيال في 23 أغسطس، تم توزيعهم على الصيدليات، فضلًا عن وصول 700 ألف فيال إضافي 26 أغسطس؛ لتعزيز المخزون الاستراتيجي من الأنسولين. إلى ذلك، وافقت الإدارة المركزية، على زيادة أسعار الأنسولين المحلي "إنسوليناجيبت 30/70 حقن 10 مللي"، من 38 إلى 48 جنيهًا، بحسب قرار صدر عن لجنة التسعيرة بإدارة الصيدلة، في جلستها رقم 16 بسنة 2018، وبناءً على اعتماد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد للقرار. وهذه هي الزيادة الثانية من نوعها في سعر عقار "إنسوليناجيبت" خلال عام ونصف، حيث قررت وزارة الصحة، زيادة سعر العقار في يناير 2017 ضمن موجة زيادة أسعار 3 آلاف و10 أصناف، التي اعتمدتها وزارة الصحة للشركات بعد "تعويم الجنيه"، ليصبح بسعر 38 جنيهًا. ويُقدر عدد مرضى السكر على مستوى العالم بنحو 380 مليون مريض، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى 642 مليون مريض بحلول عام 2020، وأن مصر بها حوالي 21% من المواطنين مصابون بالمرض أي حوالي 11 مليون شخص، من بينهم 40% يعانون مضاعفات مختلفة بوظائف الكلى، تصل إلى مراحل الفشل الكلوي. ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين في مصر بالسكر ل 15 مليونًا في عام 2020.