بعد 48 عامًا على «ريمون 20» المصريون كانوا سعداء بانتصارنا على الروس لأنهم تعاملوا معهم بغطرسة المعركة لها صداها حتى يومنا هذا الذي نرى فيه تورط موسكو بسوريا الكرملين حذر قواته بمصر من نشر أي كلمة عن الهزيمة الجوية أمام تل أبيب تحت عنوان: "هكذا هزمنا الروس في سماء مصر"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه "في أوج حرب الاستنزاف (بين مصر وإسرائيل)، اندلعت معركة جوية بين طياري سلاحي الجو الروسي والإسرائيلي فوق سماوات مصر، وهي العملية المعروفة باسم (ريمون 20 )، والتي لها صداها حتى يومنا هذا في وقت نرى فيه التورط العسكري لروسيا في الشمال السوري". وأضافت أنه في أعقاب الانتصار الإسرائيلي الساحق في حرب (الأيام الستة) 1967 كان سلاح إسرائيل الجوي؛ المدعوم بطائرات (فانتوم) و(سكاي هوك) يسيطر على الأجواء المصرية ويقصف في عمق مدن القناة، ما دفع الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر إلى اللجوء للاتحاد السوفيتي "الذي كان مثله مثل اليوم يبحث عن فرصة لإزاحة الولاياتالمتحدة من المنطقة، ووقتها كانت الحرب الباردة على أشدها بين قطبي العالم". واستكملت: "التوجه المصري لروسيا قوبل بالترحاب، وتضمن حزمة امتيازات كان من الصعب رفضها، فقد تلقت مصر 3 أسراب جديدة من مقاتلات (ميج 21) و100 طيار سوفيتيي الذين سيشاركون بفعالية في القتال فيما بعد ويعلمون سلاح الجو المصري كيفية هزيمة إسرائيل في السماء". وقالت: "في إسرائيل كانوا يتابعون الأحداث ويدركون أن قوانين اللعبة تغيرت، وإن إسرائيل تواجه الآن السوفييت وليس المصريين فقط، لهذا أنشأت إسرائيل وحدة استخبارات تضم المتحدثين باللغة الروسية في سلاحها الجوي والتي كانت ترصد شبكة الاتصالات السوفييتية، وعرفت إسرائيل أنها مسألة وقت وتحدث معركة وجهًا لوجه مع الاتحاد السوفييتي". وتابعت: "الجيش الإسرائيلي قرر المبادرة وشن عملية سميت ب(ريمون 20)، وفي يوليو 1970 نجح طيارو سلاح إسرائيل الجوي في اصطياد نظرائهم الروس جنوب غرب قناة السويس، في المرحلة الأولى وصلت للمنطقة طائرات استطلاع إسرائيلي والتي تظاهرت بقيامها بعمليات تصوير روتينية، الروس انطلقوا للموقع لكن الطائرات الإسرائيلية عادت على أعقابها، ساحبة ورائها الطيارين الروسي، وبهذا ابتلعت روسيا الطعم". وأشارت إلى أنه "عندما اقتنع الروس أنهم متفوقون جويًا انطلقوا وراء الطائرات الإسرائيلية، لكن وحدة الاستخبارات التي أنشأتها إسرائيل وضمت المتحدثين بالروسية، كانت مسيطرة على شبكة الاتصالات الخاصة بسلاح الجو السوفيتي لهذا نقلت لطائرات الأخير تعليمات متضاربة بنفس لغتهم الروسية". وختمت الصحيفة: "شارك في هذه المعركة 14 طائرة إسرائيلية و24 طائرة سوفيتية، وكانت النتيجة مثيرة للإعجاب حيث قتل 3 طيارون روس وسقط عدد من مقاتلاتهم الجوية، بينما لم يكن هناك إصابات أو خسائر في الجانب الإسرائيلي". واستدركت: "لاحقًا عرفت إسرائيل أن القوات السوفيتية في مصر تم تحذيرها من قبل مسؤولين بارزين بالكرملين بعدم نشر أي كلمة عن موضوع الهزيمة الجوية التي ألحقتها بهم تل أبيب، كما علمت إن الكثيرين في سلاح الجو المصري كانوا شامتين في الروس بعد خسارتهم أمام إسرائيل، وذلك بسبب الغرور والغطرسة التي تعامل بها الطيارين الروس مع نظرائهم المصريين، ولأن الأسابيع التي سبقت هذه الهزيمة النكراء شهدت احتقار موسكو للقدرات المهنية الخاصة بالأطقم الجوية المصرية".