تاريخ عميق وصداقة قوية، جمعت بين مصر والاتحاد السوفيتي خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلى أن جاء الرئيس الأسبق السادات، وحاول طمس دور السوفييت في مصر، بل عكف على طرد الخبراء الروس من مصر قبل حرب أكتوبر 1973. لكن سرعان ما أزيل الغبار عن الدور الروسي ومواقفها القوية تجاه أصدقائها ولا سيما مصر، حيث أثبت التاريخ أن السبب الرئيسي لانتصار مصر في حرب أكتوبر هو جنودها، ولكن لا يجب أن ننكر حقيقة أن مساعدة الاتحاد السوفيتي لمصر الصديقة تعد أحد عوامل النصر. وكانت البداية عندما ساعد الاتحاد السوفيتي الجانب المصري بكل قوة في مواجهة إسرائيل، وذلك لأن القيادة السوفيتية كانت متأكدة أن تل أبيب تغتصب جزءًا من الأرض المصرية، وكانت المعارك التي يخوضها الجيش المصري قبيل حرب أكتوبر بمشاركة الجنود السوفييت أحد العوامل لانتصار مصر في الحرب. حتى انكشف الستار عن العملية "ريمون -20"، والتي لايعرفها الكثيرون، بل حاول السادات وتوجهاته الغربية طمس الحقيقة، ولكن ما لايعرفه الكثير أن العملية "ريمون" راح ضحيتها 3 طيارين سوفييت، وذلك في 30 يوليو عام 1970. ووفقًا لمؤرخين، فإن العملية العسكرية "ريمون" وقعت بين القوات الجوية الإسرائيلية والقوات الجوية السوفيتية، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بضرب العمق المصري، وكان يجب أن تقوم القوات الجوية السوفيتية، والتي كانت تعمل على أرض مصر بحماية السماء المصرية بجانب حائط الصواريخ. وفي منتصف نهار 30 يوليو 1970، قامت مجموعة من الطائرات الإسرائيلية المكونة من 12 طائرة "ميراج 3" بصحبتها 4 طائرات "فانتوم" بمهاجمة الضفة الغربية لقناة السويس، الأمر الذي دفع الطائرات السوفيتية للاشتباك مع هذه الطائرات، وكان عدد الطائرات السوفيتية في هذه العملية 11 طائرة "ميغ 21". وكشف المؤرخون عن مقتل الطيار السوفيتي فلاديمير جورافليف، ونيكولاي يوريتشينكو، ويفغيني ياكوفلييف، في تلك العملية، إلى أن تأكدت إسرائيل بمشاركة السوفيت في الحرب، حتى ظهرت سريعًا مبادرة روجرز وتم وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل.