تعد جائزة نوبل، والتي تمنح في 10 ديسمبر من كل عام أعلى مرتبة تكريمية على مستوى العالم، لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة أو القيام بخدمات اجتماعية نبيلة. يتردد اسم الجائزة والفائزين، ومع طول الوقت تناسي الجميع اسم الأب الروحي لها، ولم يعد في الذاكرة إلا أنه مخترع الديناميت، الذي كفر عن ذنوبه، بمنحه الجائزة. من هو نوبل: ولد ألفريد برنارد نوبل المولود في 21 أكتوبر عام 1833 م، بمدينة ستوكهولم لعائلة فقيرة، ويعتبر أحد أبرز الكيميائيين، والمهندسين، وصانعي الأسلحة المبدعين، وله دور بارز في اختراع الكثير من الاختراعات التي ما زالت تُستخدم إلى يومنا هذا. وأبدى منذ طفولته اهتمامات كبيرة في مجال الهندسة لا سيما المتفجرات، وتمكن من تعلم المبادئ الأساسية من والده، ولذلك درس في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم. بدأ بتدريس العديد من الطلاب دروساً خصوصية في مجالات الكيمياء، واللغات (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية) لمدة سنة ونصف السنة، وبعد ذلك ذهب إلى مدينة باريس للعمل، والتقى هناك مع العديد من المخترعين الذين اكتسب منهم الخبرة الكبيرة ، حيث عمل بعد ذلك مع صديقه روبرت في حقول النفط الموجودة على طول بحر قزوين، وتمكنا من جمع ثروة كبيرة من خلالها. وقد حصد خلال حياته على 355 براءة اختراع دولية، وكان له أثر في تأسيس أكثر من 90 شركة مصنعة للأسلحة. اختراع الديناميت: عمل ألفريد على ترويض وضبط استعمال مادة النيتروجليسرين فتوصل إلى اختراع الديناميت في عام 1867م، وحصل على براءة اختراعه، فتهافتت على شرائه شركات البناء والمناجم والقوات المسلحة. وانتشر استخدام الديناميت في جميع أنحاء العالم، حيث قام نوبل بإنشاء عشرات المصانع والمعامل في عشرين دولة، وجنى من وراء ذلك ثروة كبيرة جداً حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم. تزوج نوبل من امرأة ولكن لم يكن له نصيب في أن ينجب ولدا وهكذا عاش وحيدا ومات وحيدا وحينها شعر بالأسى والحزن لأنه لايوجد من يحمل ثروته وعلمه من بعده. سبب الجائزة التاريخية: كان غرض ألفريد نوبل من اختراع الديناميت تقديمه المساعدة في مجال حفر المناجم ولكن تم استخدام الديناميت في مجال الحروب، فشعر بالذنب وقرر تخصيص جزء من ثروته في البنك وأن يكون العائد منها جائزة سنوية تحمل اسمه. كما كان لوفاة شقيقه (ألفريد لودفيج) في عام 1888 م ، خلال زيارته لمدينة "كان" الفرنسية بواسطة الديناميت الذي اخترعه نوبل آنذاك، ،سببا أيضا دفعه أن يكتب في وصيته الأخيرة في باريس بجانب مال تركه لإنشاء جائزة نوبل؛ حيث تمنح هذه الجائزة لشخص ترك بصمة في عالم الاختراعات دون النظر إلى جنسيته. وشملت الجائزة مجالات العلوم الطبيعية، والكيمياء، والعلوم الطبية (علم وظائف الأعضاء)، والعمل الأدبي (صاحب الاتجاه المثالي). كما تضمنت الجائزة المنح لشخص أو مجتمع يقوم بأكبر خدمة تجاه قضية دولية كالقمع، وتخليص الجيوش العالقة في مأزق، أو إنشاء مؤتمرات السلام. وفاته: توفي نوبل بعد اتهامه بالخيانة العظمى ضد فرنسا بعد بيعه "باليستيتي" للبلاد الإيطالية، ونتيجة لذلك انتقل إلى مدينة سان ريمو في عام 1891 م. وفي عام 1896 أُصيب نوبل بمرض القلب، ثم تعرض إلى سكتة دماغية أدت إلى منيته، وتوفي دون أن يعلم أحد من أسرته، وأصدقائه خبر وفاته، ودفن في منطقة نورا اسبلاتسن في مدينة ستوكهولم.