"نوبل" جائزة للسلم من أكبر مدمر في التاريخ، معلومة لا يعرفها الكثيرون، فالقيمة المالية المقدمة للجائزة هي من أرباح إنتاج الديناميت أو بالأحرى اختراعه من ألفريد نوبل. اشتهرت جائزة نوبل بأنها تعطي للشخصيات التي قدمت خدمات أثرت على مجرى البشرية، ولكن خدمات تفيد وليس للتدمير كما صاحب هذه الجائزة السويدي ألفريد نوبل. وبينما تردد اسم نوبل كثيراً لأنه مخترع مادة الديناميت، التي تسببت في أضرار جسيمة في العالم إلا أنه أصبح إيقونة للسلام في العالم، حيث أسس أشهر الجوائز، والتي تحمل أسمه، وتقسم الجائزة على العديد من الفئات سواء في العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، والأعمال الأدبية، ولكن أشهر فئة والأهم على مستوى العالم هي جائزة نوبل للسلام والتي تمنح للشخص أو المجتمع الذي يقدم أكبر خدمة للسلام الدولي، كإنشاء أو تعزيز مؤتمرات السلام. اخترع نوبل الديناميت في سنة 1867 ، وأوصى بإعطاء معظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه. ولد نوبل في ستوكهولم في 21 أكتوبر 1833 ، ودرس الكيمياء مع البروفيسور نيكولاي زينن ، ثم انتقل بعد ذلك إلى باريس لمدة عام ، وعندما أكمل 18 سنة سافر إلى الولاياتالمتحدة لدراسة الكيمياء، وعمل لفترة قصيرة مع جون إريكسون، وحصل على أول براءة اختراع له عن عداد غاز عام 1857. عمل والده في صناعة أدوات الآلات والمتفجرات، كما اخترع الخشب الرقائقي وبدأ بعمل الطوربيدات، وبعد تحسن وضع الأسرة المادي، قاموا بإنتاج أسلحة تم استخدامها في حرب القرم، ثم واجهتهم مصاعب في العودة إلى الإنتاج المحلي بعد انتهاء القتال ، الأمر الذي أدى إلي تقديم طلباً للإفلاس . وفي عام 1859 أصبح المصنع في رعاية ،الابن الأكبر لودفيج نوبل الذي قام بتحسين أعماله بشكل كبير، وبعودة ألفرد من روسيا إلى السويد مع والديه، كرس دراسته لدراسة المتفجرات، وخاصة صناعة واستخدام النيتروجليسرين . وفي 1863 اخترع نوبل جهاز تفجير، وقام سنة 1865 بتصميم كبسولة تفجير، عمل ألفريد على ترويض وضبط استعمال مادة النيتروكليسرين فتوصل إلى اختراع الديناميت في عام 1866م، وحصل على براءة اختراعه، الأمر الذي أدى بدوره إلى إقبال شركات البناء والمناجم والجيوش على شرائه، كما انتشر استخدام الديناميت في جميع أنحاء العالم. وحصل نوبل على براءة اختراع الديناميت في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، وكان اختراعه يستخدم على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل. ، كما قام بإنشاء عشرات المصانع والمعامل في عشرين دولة، وجني من وراء ذلك ثروة كبيرة جداً حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم. وفي عام 1875 اخترع نوبل الجلجنيت ، وهي مادة أكثر استقراراً وقوة من الديناميت، وفي عام 1887 حصل على براءة اختراع الباللستيت ، وهي مادة رائدة من الكوردايت. تصور نوبل أنه بهذا الاختراع قد عمل على إسعاد البشرية وعندما تبين له خطأ مقصده، خاصة أن الجيوش استخدمت اختراعاته في فناء العالم، قرر في نهاية حياته أن يهب ثروته لكل من يُسهم في إسعاد ورخاء البشر وتقديمها عبر جائزة نوبل. وفي 27 نوفمبر 1895، وقع نوبل وصيته بباريس، مكرساً الجزء الأكبر من تركته لتأسيس الجائزة التي تمنح سنويا دون تمييز لجنسية الفائز.