أربعة تلاميذ لا يتعدى عمر أكبرهم الثانية عشرة هم كل من بقى من مدرسة منكوبة للاولاد سقطت كغيرها من المباني اثر زلزال باكستان في الثامن من أكتوبر الماضي. يعرفهم أهالي مدينتهم (بالاكوت - شمالي باكستان) بأنهم أكثر التلاميذ شقاوة في المدرسة وفي الحي الذي يسكنون ولم يسلم أحد من مقلب دبروه ولا حتى أولياء أمورهم. يتذكر هؤلاء التلاميذ الموجودين حاليا في مخيم روالتون في العاصمة اسلام اباد والذي تشرف عليه دولة الكويت ممثلة بجمعية الهلال الأحمر الكويتي واسمهم مجيد وأرشد ونواز واكرام تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم وكيف نجوا من كارثة الزلزال . وقال مجيد في حديثه لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "اعتدنا نحن الأربعة مخالفة الأوامر الموجهة الينا من الجميع لاسيما من المدرسين". واضاف " لم نكن نحب الدراسة وكان المدرسون قساة مع الطلبة فهم يطلبون حل الكثير من الواجبات المدرسية بعد انتهاء الدوام الرسمي". وقاطعه نواز قائلا " قررنا في الليلة التي سبقت الزلزال أن لا نؤدي أي واجب يوكل الينا واتفقنا في الوقت ذاته على تأليب جميع الطلبة على ادارة المدرسة". واضاف قائلا "بل قررنا أن نهرب من المدرسة اذا شعرنا بان هناك عقابا سيوجه الينا". أما أرشد فيتكلم ونبرة الأسى تعلو صوته "عرفنا الجميع بشقاوتنا التي لم يستطع حتى الأهل السيطرة عليها والان نشعر بالاسف لان الجميع رحلوا وتركونا وحدنا". وقال اكرام الملقب برئيس المجموعة "هربنا من الفصل الى الساحة الخارجية للمدرسة قبل دقائق من الزلزال وتوقفنا لنلتقط أنفاسنا فاذا بنا نشعر بأن الارض تهتز تحت أرجلنا". وقال " لم نفهم حينها ماذا كان يجري لكننا شعرنا بخوف شديد لم نعتده من قبل". واضاف "سمعنا صراخا من داخل مبنى المدرسة ووجدناه يتهاوى أمام أعيننا في لحظة". واغرورقت عينا اكرام وهو يقول "ومات الجميع أصدقاؤنا وزملاؤنا وحتى المدرسون .. تلفتنا حولنا لنرى المباني المحيطة بالمدرسة تتهاوى وكأنها لم تكن الا بيوتا من الورق المقوى". وقال بأسى "ندفع الآن ثمن شقاوتنا .. فها نحن أربعة أيتام في مخيم بعيد عن مدينتنا لا نعرف فيه أحد .. ولا ندري ماذا يخبئ لنا الزمن". واضاف "يحاول الجميع في هذا المخيم تهدئتنا بقولهم اهلكم كانوا سيفرحون كثيرا لنجاتكم من الزلزال وكأنهم يهنئوننا على ما فعلناه". وقال "نعترف بأننا مخطئون وسندفع الثمن غاليا في حياتنا مستقبلا .. وأظن أننا بصدد دفع القسط الأول وهو اليتم