على الرغم من الدمار الرهيب الذي أحدثه زلزال باكستان في مدينة بالاكوت الواقعة شمال البلاد فأحالها الى أثر بعد عين فان بنيانا واحدا هناك بقي صامدا. لم يكن مسجدا أو دارا للعبادة بل هو مجمع تجاري يدعى (مدني بلازا) يملكه رجل متدين يشيد الجميع بسمعته الطيبة اسمه حاج اقبال. ويسكن حاج اقبال وهو تاجر مناشف يبيع بالجملة في احدى القرى الصغيرة المجاورة لمدينة بالاكوت. وقال بعض أهل المدينة (لاسيما الفقراء منهم) لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وهم يفسرون سر صمود المبنى أن صاحبه من الخيرين " فهو يعطف على الفقراء والمساكين ويهب أمواله لصالح الجميع". واضافوا " كنا دائما ندعو الله أن يحفظه ويوفقه ويزيد في رزقه وهذه هي نتيجة دعوانا ودعوى غيرنا ممن شملهم صاحب المبنى برعايته ". وافاد اخرون من أهل المدينة أن حاج اقبال كان يؤجر محلات مجمعه على المنتفعين بايجارات رخيصة بشرط أن يكون النشاط المتبع في الدكان "وفق الشريعة الاسلامية". وأوضحوا أن صاحب المجمع كان لا يؤجر دكاكينه على سبيل المثال لبعض النشاطات التي يعتقد هو أن "الاسلام لا يجيزها". بينما يرى بعض ميسوري المدينة أن صمود المبنى يرجع الى تصميمه الجيد "ليقاوم الزلازل". ويدلل هؤلاء في تفسيرهم فيشيرون الى الدمار الذي أحدثه الزلزال في المساجد ودور العبادة في تلك المدينة وفي القرى المجاورة . وقالوا "لو كان الزلزال بشرا لاحترم بيوت الله لكنه (الزلزال) تغلب عليها لأن بنيانها كان ضعيفا ليس الا". ومنذ يوم الثامن من شهر أكتوبر الماضي حيث كان الزلزال أصبح المبنى مزارا يستقطب الكثيرين من أهل المدينة وغيرهم ممن يبحثون عن سر صموده . ويبقى السؤال قائما كيف استطاع الزلزال أن يهزم مباني المدينة بالضربة القاضية ووقف أمام هذا المبنى عاجزا .