سبع وثلاثون ثانية كانت الفاصل بين الحياة والموت لأهالي المقاطعات الواقعة شمال غرب باكستان يوم الثامن من شهر أكتوبر الماضي والتي مثلت عمر ذلك الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد بقوة 6ر7 درجة على مقياس ريختر . سبع وثلاثون ثانية لا أكثر أحالت مدنا وقرى عديدة في تلك المقاطعات المنكوبة الى أثر بعد عين وسأل بعدها الناجون ولا يزالون..أين هم الأحبة وأين هم الأهل والأطفال . سبع وثلاثون ثانية تغيرت على أثرها تضاريس الطبيعة على خريطة الوطن بعد أن تزحزحت الجبال من أماكنها ودفنت بعض الأنهر جراء سقوط صخور الجبال ورمالها فيما تحولت أخرى الى بحيرات . سبع وثلاثون ثانية شردت ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص من سكان تلك المناطق ووجدوا أنفسهم في العراء تأويهم الخيام بعد أن كانوا يسكنون البيوت . سبع وثلاثون ثانية امتلأت بعدها المستشفيات في طول باكستان وعرضها بالجرحى والمصابين وأضحى الكثيرون منهم بعد العلاج أجسادا غير كاملة . سبع وثلاثون ثانية قتلت في مدارس المناطق المنكوبة جيلا بكامله بعد أن انهارت نحو عشرة آلاف مدرسة ليحصد الموت أرواح نحو 17 ألف طالب وطالبة . سبع وثلاثون ثانية أعطت للمرض والموت على حد سواء الحق في حصد أرواح آخرين يسكنون الجبال ولا يزال مصيرهم مجهول حتى الآن بعد أن قطعت الطرق اليهم فلا أحد يستطيع امدادهم بالغذاء او اسعافهم . سبع وثلاثون ثانية ستعطي عن قريب عملاق الثلج الأبيض الحق في فعل ما يريد بعد أن يهل الشتاء على المناطق المنكوبة لاسيما ساكني الجبال المعزولة . سبع وثلاثون ثانية أحوجت باكستان الى مساعدة من الدول المانحة تبلغ نحو 12 مليار دولار لاعادة بناء المدن والقرى والطرق في المقاطعات المتضررة . سبع وثلاثون ثانية أحالت ما يزيد على مليون ونصف المليون شخص الى عاطل عن العمل وملأت المقاطعات المنكوبة والعاصمة اسلام آباد بالمخيمات حتى يخال الناظر أنه يعيش أيام الحرب العالمية الثانية . سبع وثلاثون ثانية هي كل ما احتاج اليه الزلزال العنيف ليضرب ضربته ولا يزال الأهالي يترقبون الضربة من جديد..فهل سيهجم أم يتوقف .. لا أحد يدري .